قوله عز وجل: ﴿.. وَمَآ أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَءَامَنُواْ﴾ لأنهم سألوه طرد من اتبعه من أراذلهم، فقال جواباً لهم ورداً لسؤالهم: وما أنا بطارد الذين آمنوا. ﴿إِنَّهُم مُّلاَقُوْا رَبِّهِم﴾ يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون قال ذلك على وجه الإعظام لهم بلقاء الله تعالى. الثاني: على وجه الاختصام، بأني لو فعلت ذلك لخاصموني عند الله. ﴿وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: تجهلون في استرذالكم لهم وسؤالكم طردهم. الثاني: تجلون في أنهم خير منكم لإيمانهم وكفركم.
﴿ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا الله أعلم بما في أنفسهم إني إذا لمن الظالمين قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون﴾ قوله عز وجل: ﴿وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ﴾ احتمل هذا القول من نوح عليه السلام وجهين: أحدهما: أن يكون جواباً لقومه على قولهم ﴿مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنَا﴾ الثاني: أن يكون جواباً لهم على قولهم ﴿وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ﴾ فقال الله تعالى له قل: ﴿وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِن اللَّهِ﴾ وفيها وجهان: أحدهما: أنها الرحمة أي ليس بيدي الرحمة فأسوقها إليكم، قاله ابن عباس. الثاني: أنها الأموال، أي ليس بيدي أموال فأعطيكم منها على إيمانكم. ﴿وَلاَ أعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ فأخبركم بما في انفسكم. ﴿وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ﴾ يعني فأباين جنسكم.