(لقد لفها الليل بسواق حطم ليس براعي إبل ولا غنم)
(ولا بجزار على ظهر وضم باتوا نياماً وابن هند لم ينم)
(بات يقاسيها غلام كالزلم خدلج الساقين ممسوح القدم)
ثم أقبل من عام قابل حاجاً قد قلد الهدي، فاستأذن أصحاب النبي ﷺ أن يقتلوه، فنزلت هذه الآية حتى بلغ ﴿ءَآمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ﴾ فقال له ناس من أصحابه: يا رسول الله خلّ بيننا وبينه، فإنه صاحبنا، فقال: (إنه قد قلد). ثم اختلفوا فيما نسخ من هذه الآية بعد إجماعهم على أن منها منسوخاً على ثلاثة أقاويل: أحدهما: ان جميعها منسوخ، وهذا قول الشعبي، قال: لم ينسخ من المائدة إلا هذه الآية. والثاني: أن الذى نسخ منها ﴿وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَءَآمِّينَ الْبَيتَ الْحَرَامَ﴾ وهذا قول ابن عباس، وقتادة. والثالث: أن الذي نسخ منها ما كانت الجاهلية تتقلده من لحاء الشجر، وهذا قول مجاهد.
﴿حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم﴾


الصفحة التالية
Icon