فيعلمون أن الذي أهلك قوم لوط قادر على أن يهلك الكفار، ومنه قول عبد الله بن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم:
(إني توسمت فيك الخير أعرِفُه | والله يعلم أني ثابت البصر) |
﴿وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين﴾ قوله عز وجل: ﴿وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين﴾ يعني في تكذيب رسول الله إليهم وهو شعيب، لأنه بعثَ إلى أمتين، أصحاب الأيكة وأهل مدين. فأما أهل مدين فأهلكوا بالصيحة، وأما أصحاب الأيكة فأهلكوا بالظلة التي احترقوا بنارها، قاله قتادة. وفي ﴿الأيكة﴾ ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها الغيضة، قاله مجاهد. الثاني: أنه االشجر الملتف، وكان أكثر شجرهم الدوم وهو المقل، وهذا قول ابن جرير، ومنه قول النابغة الذبياني:
(تجلو بِقادِمَتَي حمامةِ أيكة | بَرَداص أُسفَّ لثاثُهُ الإثمدِ) |