الثاني: أنهم المالكون لأرض فرعون التي كانوا فيها مستضعفين. والميراث زوال الملك عمن كان له إلى من صار إليه، ومنه قول عمرو بن كلثوم:
(ورثنا مجد علقمة بن سيف
أباح لنا حصون المجد دينا)
﴿وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون﴾﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى﴾ فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنه إلهام من الله قد قذفه في قلبها وليس بوحي نبوة، قاله ابن عباس وقتادة. الثاني: أنه كان رؤيا منام، حكاه ابن عيسى. الثالث: أنه وحي من الله إليها مع الملائكة كوحيه إلى النبيين، حكاه قطرب. ﴿أَنْ أَرْضِعِيه﴾ قال مجاهد: كان الوحي بالرضاع قبل الولادة، وقال غيره بعدها. ﴿فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ﴾ يعني القتل الذي أمر به فرعون في بني إسرائيل ﴿فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ﴾ واليم: البحر وهو النيل.
الصفحة التالية