الثاني: أنها العامرة. الثالث: الكثيرة الماء. الرابع: أن القرى الظاهرة هي القرى القريبة، قاله سعيد بن جبير، والضحاك. وفيها ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها السروات، قاله مجاهد. الثاني: أنها قرى لصنعاء، قاله ابن منبه. الثالث: أنها قرى ما بين مأرب والشام، قاله سعيد بن جبير. ﴿وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيرَ﴾ فيها ثلاثة أقاويل: أحدها: قدرنا فيها المقيل والمبيت، قاله الكلبي. الثاني: أنهم كانوا يصبحون في قرية ويمسون في أخرى، قاله الحسن. الثالث: أنه قدر فيها السير بأن جعل ما بين القرية والقرية مقداراً واحداً، قاله ابن قتيبة. ﴿سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماًءَامِنِينَ﴾ فيه قولان: أحدهما: من الجوع والظمأ، قاله قتادة. حتى أن المرأة تمشي وعلى رأسها مكتل فيمتلىء من الثمر. الثاني: آمنين من الخوف قاله يحيى بن سلام، كانوا يسيرون مسيرة أربعة أشهر في أمان لا يحرك بعضهم بعضاً، ولو لقي الرجل قاتل أبيه لم يحركه. قوله عز وجل: ﴿فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَرِنَا﴾ قرأ أبو عمرو، وابن كثير ﴿بَعِّد﴾ بغير ألف وبتشديد العين، وقرأ الباقون ﴿بَاعِدْ﴾ بألف وبتخفيف العين وفيهما ثلاثة تأويلات: أحدها: أنهم قالوا ذلك لأنهم ملّوا النعم كما ملَّ بنو اسرائيل المن والسلوى، قاله الحسن. الثاني: أنهم قالوا لو كانت ثمارنا أبعد مما هي كانت أشهى في النفوس وأحلى، قاله ابن عيسى، وهو قريب من الأول لأنه بطر. فصار نوعاً من الملل.