الثاني: في ملكه كقوله ﴿وماملكت أيمانكم﴾ [النساء: ٣٦]. ويحتمل طيها بيمينه وجهين: أحدهما: طيها يوم القيامة. لقوله يوم نطوي السماء. الثاني: أنها في قبضته مع بقاء الدنيا كالشيء المطوي لاستيلائه عليها. ﴿سبحانه وتعالى عما يشركون﴾ روى صفوان بن سليم أن يهودياً جاء إلى النبي ﷺ فقال يا أبا القاسم إن الله أنزل عليك ﴿والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه﴾ فأين يكون الخلق؟ قال (يكونون في الظلمة عند الجسر حتى ينجي الله من يشاء.) قال: والذي أنزل التوراة على موسى ما على الأرض أحد يعلم هذا غيرى وغيرك.
﴿ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون﴾ قوله عز وجل: ﴿ونفخ في الصُّور فصعق مَنْ في السموات ومن في الأرض﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن الصعق الغَشي، حكاه ابن عيسى. الثاني: وهو قول الجمهور أنه الموت وهذا عند النفخة الأولى. ﴿إلا من شاء الله﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام. وملك الموت يقبض أرواحهم بعد ذلك، قاله السدي ورواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon