الثاني: أنهم الإثنا عشر رجلاً من قريش. وفيمن زينه لهم قولان: أحدهما: الشيطان. الثاني: أنفسهم. ﴿وَاتَّبَعُواْ أَهْوَآءَهُم﴾ فيه قولان: أحدهما: أنه نعت لمن زين له سوء عمله. الثاني: أنهم المنافقون، قاله ابن زيد.
﴿ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم﴾ قوله عز وجل: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ﴾ هم المنافقون: عبد الله بن أُبيّ بن سلول، ورفاعة بن التابوت، وزيد بن الصليت، والحارث بن عمرو، ومالك بن الدخشم. وفيما يستمعونه قولان: أحدهما: أنهم كانوا يحضرون الخطبة يوم الجمعة فإذا سمعوا ذكر المنافقين فيها أعرضوا عنه، فإذا خرجوا سألوا عنه، قاله الكلبي ومقاتل. الثاني: أنهم كانوا يحضرون عند رسول الله ﷺ مع المؤمنين، فيسمعون منه ما يقول، فيعيه المؤمن ولا يعيه المنافق. ﴿حَتَّى إِذا خَرَجُواْ مِن عِندِكَ﴾ أي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. ﴿قَالُواْ لِلَّذِينَ أوتُواْ الْعِلْمَ﴾ فيهم أربعة أقاويل: أحدها: أنه عبد الله بن عباس، قاله عكرمة.


الصفحة التالية
Icon