وقد ورد فى الآية عدة قراءات منها الوقف الذى كان له أكبر الأثر فى توسيع المراد من قوله تعالى وَلا جِدالَ كما سنرى بإذن الله تعالى.
أما القراءات التى وردت فبيانها وتوجيهها النحوى كما يلى:
١ - قرأ أبو جعفر بالرفع والتنوين فى الثلاثة فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ وروى المفضل أن عاصم قرأ بالرفع فيها «١».
ووجه القراءة أن (لا) غير عاملة ورفع ما بعدها بالابتداء والخبر فى الجميع قوله فِي الْحَجِّ كما جوز بعض علماء النحو أن يكون فِي الْحَجِّ خبر الرفث وهو المبتدأ الأول وحذف خبر الثانى والثالث لدلالته عليه، وقيل: إن (لا) هنا يجوز أن تكون العاملة عمل ليس فرفعت اسمها «٢».
٢ - وقرأ أبو رجاء العطاردى بالنصب والتنوين فى الثلاثة.
والتوجيه النحوى لهذه القراءة أنها منصوبة على المصدر والعامل فيها أفعال من لفظها، والتقدير فلا يرفث رفثا ولا يفسق فسقا ولا يجادل جدالا وقوله فِي الْحَجِّ متعلق بأى فعل من الأفعال السابقة «٣».
٣ - وقرأ الكوفيون ونافع بفتح الثلاثة من غير تنوين «٤». وقال علماء النحاة: إنها حركة بناء و (لا) هنا لها عملين. أحدهما: أن (لا) مع اسمها فى موضع رفع على الابتداء وبه قال سيبويه. وثانيهما: أن (لا) عاملة فى الاسم النصب وخبرها فِي الْحَجِّ وذلك باجرائها مجرى (إن) فى نصب الاسم ورفع الخبر وهو مذهب الأخفش «٥».
٤ - قرأ ابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر برفع فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وتنوين وفتح وَلا جِدالَ من غير تنوين «٦».
(٢) المراجع السابقة ومعها المغنى فى توجيه القراءات لمحيسن ٨/ ٢٣٨.
(٣) المراجع السابقة.
(٤) البحر المحيط ٢/ ٨٨، تيسير التخبير ص ٩١، مشكل مكى ١/ ١٢٣ - ١٢٤، فتح القدير للشوكانى ١/ ٢٩٨.
(٥) التأثير النحوى للقراءات القرآنية فى الأحكام الفقهية ص ١٣٩ وما بعدها. د. هالة عثمان.
(٦) البحر المحيط ٢/ ٨٨، روح المعانى ٢/ ٨٦، المغنى لمحيسن ١/ ٢٣٨.