٨ - حكم الخوض فى المتشابه من الآى
يقول تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا [آل عمران: ٧].
قيل إن هذه الآية نزلت فى الذين جادلوا رسول الله ﷺ فى أمر عيسى وقيل فى أمر مدة هذه الأمة «١».
وقد رجح الطبرى السبب الثانى لأن أمر عيسى عليه السلام قد بينه الله لنبيه فهو معلوم لأمته بخلاف أمر هذه الأمة فإن علمه خفى عن العباد «٢».
واختلف العلماء فى المحكمات والمتشابهات على أقوال عدة نحو العشرة «٣» نذكر منها ما يلى:
١ - قال جابر بن عبد الله وبه قال الشعبى والثورى: المحكمات من آى القرآن ما عرف تأويله وفهم معناه وتفسيره والمتشابه ما لم يكن لأحد إلى علمه سبيل مما استأثر الله تعالى بعلمه دون خلقه وذلك مثل قيام الساعة وخروج يأجوج ومأجوج والدجال وعيسى. وهذا ما رجحه القرطبى وابن حجر والمتقدمين «٤».
٢ - قال أبو عثمان: المحكم فاتحة الكتاب التى لا تجزئ الصلاة إلا بها.
٣ - قال محمد بن الفضل: سورة الإخلاص لأنه ليس فيها إلا التوحيد فقط.

(١) البحر المحيط ٢/ ٣٨٤، فتح البارى ٨/ ٥٨ (٦٥) كتاب التفسير، القرطبى ٤/ ١٠ وما بعدها، تفسير الطبرى ٢/ ٢٦٥، طبعة دار الغد العربى، الجصاص ٢/ ١٠.
(٢) تفسير الطبرى ٢/ ٢٦٥، القرطبى ٤/ ١٠، الكشاف ١/ ٣٣٨.
(٣) فتح البارى ٨/ ٥٨.
(٤) القرطبى ٤/ ٨ فتح البارى ٨/ ٥٨.


الصفحة التالية
Icon