٢ - وذهب الإمام الشافعي «١» وأبو عبيدة، وابن جرير، وابن فارس وآخرون إلى أنه لم يقع فى القرآن شىء بغير العربية «٢».
يقول الشافعي: «ومن جماع علم كتاب الله العلم بأن جميع كتاب الله إنما نزل بلسان العرب» «٣»، ثم يقول: «فالواجب على العالمين أن لا يقولوا إلّا من حيث علموا، وقد تكلّم فى العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلّم فيه منه لكان الإمساك أولى به وأقرب من السلامة له إن شاء الله، فقال منهم قائل:
إن فى القرآن عربيا وأعجميا، والقرآن يدل على أن ليس من كتاب الله شىء إلّا بلسان العرب» «٤».
وقال أبو عبيدة فيما حكاه ابن فارس: إنما أنزل القرآن بلسان عربى مبين، فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن كذا بالنبطية فقد أكبر القول، قال: ومعناه أتى بأمر عظيم، وذلك أن القرآن لو كان فيه من غير لغة العرب شىء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها، وفى ذلك ما فيه «٥».
وأجاب ابن جرير الطبرى عن الكلمات التى قال فيها ابن عباس وغيره إنها أعجمية بأنها من الكلمات التى تواردت فى عدة لغات فى العربية وغير العربية، ولا يدل نطق الأعاجم بها على أن العرب اقتبسوها منهم، كما أنهم
(٢) انظر الإتقان ١/ ١٧٨
(٣) الرسالة بتحقيق أحمد شاكر، ص ٤٠
(٤) المرجع السابق ص ٤١ - ٤٢
(٥) البرهان ١/ ٢٨٧ - ٢٨٨