وإن كان حديث آحاد، والأصل فى الآحاد بأقسامه باعتبار طرقه: المشهور، والعزيز، والغريب «١»، أنه يفيد الظن.
وذكر الحافظ ابن حجر العسقلانى- أحمد بن على بن محمد (ت ٨٥٢ هـ) أن الآحاد يفيد العلم النظرى إذا احتفت به قرائن، والمحتف بالقرائن أنواع، منها: ما أخرجه الشيخان فى صحيحيهما مما لم يبلغ حد المتواتر- كما ذكر ابن الصلاح- فإنه احتف به قرائن: منها جلالتهما فى هذا الشأن، وتقدمهما فى تمييز الصحيح على غيرهما، وتلقى العلماء لكتابيهما بالقبول- وهذا التلقى وحده أقوى فى إفادة العلم... ومنها: المشهور إذا كانت له طرق متباينة سالمة من ضعف الرواة والعلل... ومنها: الحديث المسلسل بالأئمة الحفّاظ المتقنين حيث لا يكون غريبا «٢».
طائفة من أحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف:
١ - أخرج البخارى ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي ومالك فى الموطأ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان، فى حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فاستمعت لقراءته، فإذ هو يقرأ على حروف كثيرة، لم يقرئنيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكدت أساوره فى الصلاة «٣»،
هو ما رواه ثلاثة فأكثر فى كل طبقة ما لم يبلغ حد التواتر، والعزيز: هو الذى لا يقل رواته عن اثنين فى جميع طبقات السند- والغريب: هو ما ينفرد بروايته راو واحد فى موضع أو أكثر من السند.
(٢) انظر: نزهة النظر بشرح نخبة الفكر ص ١٤ - ١٥ - المكتبة الفيصلية، مكة المكرمة.
(٣) أساوره: أواثبه وآخذ برأسه، ومعناه: أغالبه.