«باب الهمزتين من كلمة»
الهمزة من أصعب الحروف في النطق، وذلك لبعد مخرجها إذ تخرج من أقصى الحلق.
كما اجتمع فيها صفتان من صفات القوّة وهما: الجهر، والشدّة. لذلك فقد عمدت بعض القبائل العربية إلى تخفيف النطق بالهمز. فمن الحقائق العامة أن الهمز كان خاصّة من الخصائص البدويّة التي اشتهرت بها قبائل وسط الجزيرة العربية، وشرقيّها: «تميم» وما جاورها.
وإن تخفيف الهمز كان خاصة حضرية امتازت بها لهجة القبائل في شمال الجزيرة، وغربيها.
وقد ورد النصّ في كلام «أبي زيد الأنصاري» ت ٢١٥ هـ أنّ «أهل الحجاز، وهذيل، وأهل مكة، والمدينة المنورة» لا ينبرون «١».
وقد نسب عدد من العلماء الأوائل ظاهرة تخفيف الهمز إلى «الحجازيين».
ولكن ينبغي أن لا نأخذ هذا الحكم مأخذ الصحة المطلقة لاعتبارين:
الأول: أنّ الأخبار تدلّ على أنّ بعض «الحجازيين» كانوا يحققون الهمز.

(١) أنظر: اللهجات العربية في القراءات القرآنية د/ محمد سالم محيسن ص ٩٥. والقراءات وأثرها في علوم العربية د/ محمد سالم محيسن ج ١/ ٩٤.


الصفحة التالية
Icon