وهذه اللهجات كلها تندرج بالتالي تحت قولهما:
«نزل بلغة كلّ حيّ من أحياء العرب «١».
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
«الأئمة العشرة، ورواتهم العشرون وسلسلة أسانيدهم حتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»
قال ابن الجزري:

قام بها أئمة القرآن ومحرز التّحقيق والإتقان
ومنهم عشر شموس ظهرا ضياؤهم وفي الأنام انتشرا
حتى استمدّ نور كلّ بدر منهم وعنهم كلّ نجم درّي
وها همو يذكرهمو بياني كلّ إمام عنه راويان
فنافع بطيبة قد حظيا فعنه قالون وورش رويا
المعنى: أخبر المؤلف رحمه الله تعالى بأن الأحرف السبعة التي نزلت على الهادي البشير صلّى الله عليه وسلّم بوساطة أمين الوحي «جبريل» عليه السلام، وقد علّمها الرسول صلّى الله عليه وسلّم صحابته رضوان الله عليهم، والصحابة علموها من بعدهم، وهكذا حتى وصلت هذه القراءات إلى الأئمة العشرة، ورواتهم، بطريق التواتر، والسند الصحيح.
وهؤلاء الأئمة العشرة، ورواتهم انتشر ذكرهم في الآفاق، وذاع صيتهم، وثبتت عدالتهم، ووثق جميع المسلمين فيهم، حيث عرفوا بالصدق، والأمانة، وجودة القراءة والإتقان، فانتشرت قراءاتهم في جميع الأقطار، يتلقاها جيل بعد جيل، بالرضا، والقبول، وقد تلقيتها وقرأت بها وأقرأت بها. والحمد لله رب العالمين.
(١) لقد جعلت فصلا خاصّا في كتابي: «المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية» ضمنته الحديث بالتفصيل عن «اللهجات العربية في القرآن الكريم» فمن أراد الوقوف على ذلك فليرجع إليه.
طبع مكتبة الكليات الأزهرية بالقاهرة، وطبع مكتبة شباب الجامعة بالإسكندريّة.


الصفحة التالية
Icon