كلمتين وقف على الكلمة الثانية واستوعب الخلاف، ثم انتقل إلى ما بعدها على ذلك الحكم.
وهذا مذهب «المصريين» وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف، وأسهل في الأخذ، وأخصر، ولكنه يخرج عن رونق القراءة، وحسن أداء التلاوة.
المذهب الثاني: الجمع بالوقف: وهو إذا شرع القارئ بقراءة من قدّمه لا يزال بذلك الوجه حتى ينتهي إلى وقف يسوغ الابتداء بما بعده فيقف ثم يعود إلى القارئ الذي بعده إن لم يكن دخل خلفه فيما قبله، ولا يزال حتى يقف على الوقف الذي وقف عليه، ثم يفعل ذلك بقارئ قارئ حتى ينتهي الخلف، ويبتدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا الحكم. وهذا مذهب الشاميين، وهو أشدّ في الاستحضار، وأسدّ في الاستظهار، وأطول زمانا، وأجود إمكانا.
ثم يقول «ابن الجزري»: ولكني ركبت من المذهبين مذهبا، فجاء في محاسن الجمع طرازا مذهبا: فأبتدئ بالقارئ، وأنظر إلى من يكون من القرّاء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمة بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت حتى أنتهي إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلاف.
ثم يقول «ابن الجزري»: يشترط على جامعي القراءات أربعة شروط لا بدّ منها وهي: رعاية الوقف، والابتداء، وحسن الأداء، وعدم التركيب. أمّا رعاية الترتيب، والتزام تقديم شخص بعينه، أو نحو ذلك فلا يشترط.
وكثير من الناس يرى تقديم «قالون» أوّلا كما هو مرتب في هذه الكتب المشهورة «١».
وأقول: لقد قرأت ختمتين كاملتين على شيخي لمرحوم «الشيخ عامر السيد عثمان».
الأولى: بالقراءات العشر بمضمّن الشاطبية، والدة.
والأخرى: بمضمن الطيبة في القراءات العشر.