وقرأ الباقون «سحران» بفتح السين، وألف بعدها، وكسر الحاء تثنية «ساحر» وهو خبر لمبتدإ محذوف، أي هما ساحران، والضمير عائد إلى نبينا «محمد» ونبيّ الله «موسى» عليهما الصلاة والسلام، ودلّ على ذلك قوله تعالى في صدر الآية: فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى ويقوي ذلك أن بعده «تظاهرا» بمعنى: تعاونا، ولا تأتي المعاونة على الحقيقة إلّا من الساحرين حسب زعمهم.
قال ابن الجزري:
............... يعقلوا طب ياسرا
خلف..................
المعنى: اختلف القرّاء في «تعقلون» من قوله تعالى: وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى أَفَلا تَعْقِلُونَ (سورة القصص آية ٦٠).
فقرأ المرموز له بالطاء من «طب» والياء من «ياسرا» بخلف عنه وهو «أبو عمرو» بخلف عن «السوسي» «يعقلون» بياء الغيبة، إمّا لمناسبة الغيبة في قوله تعالى قبل: وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (آية ٥٧) أو على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، وهو أسلوب بلاغيّ.
وقرأ الباقون «تعقلون» بتاء الخطاب، وهو الوجه الثاني «للسوسي» لمناسبة قوله تعالى في صدر الآية: وَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها.
قال ابن الجزري:
... ويجبى أنّثوا مدا غبا...............
المعنى: اختلف القرّاء في «يجبى» من قوله تعالى: أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ (سورة القصص آية ٥٧).
فقرأ مدلول «مدا» والمرموز له بالغين من «غبا» وهم: «نافع، وأبو جعفر، ورويس» «تجبى» بتاء التأنيث.