شَيْءٍ حَفِيظٌ (آية ٢١). أي إذا أنزل الله الفزع عن قلوب الشافعين، والمشفوع لهم قال بعضهم لبعض استبشارا: ماذا قال ربكم في الشفاعة؟ قالوا:
القول الحقّ، أي قد أذن في الشفاعة.
وقرأ الباقون «فزّع» بضم الفاء، وكسر الزاي مشددة، على البناء للمفعول، والجار والمجرور وهو: «عن قلوبهم» نائب فاعل.
قال ابن الجزري:
وأذن اضمم حز شفا..................
المعنى: اختلف القرّاء في «أذن له» من قوله تعالى: وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ (سورة سبأ آية ٢٣).
فقرأ المرموز له بالحاء من «حز» ومدلول «شفا» وهم: «أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «أذن» بضم الهمزة، على البناء للمفعول، و «له» نائب فاعل.
قال ابن مالك:

وقابل من ظرف أو من مصدر أو حرف جرّ بنيابة حري
وقرأ الباقون «أذن» بفتح الهمزة، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ربّك» من قوله تعالى: وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (آية ٢١). والجار والمجرور متعلقان ب «أذن».
قال ابن الجزري:
......... نوّن جزا... لا ترفع الضّعف ارفع الخفض غزا
المعنى: اختلف القرّاء في «جزاء الضعف» من قوله تعالى: فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا (سورة سبأ آية ٣٧).
فقرأ المرموز له بالغين من «غزا» وهو: «رويس» «جزاء» بالنصب مع


الصفحة التالية
Icon