«وحجة من فتح الميم واللام، أنه جعله مصدرا من «هلك» وعدّاه، حكي أن «بني تميم» يقولون: «هلكني الله» جعلوه من باب «رجع زيد، ورجعته» ويكون مضافا إلى المفعول، كقوله تعالى: لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ (سورة فصلت آية ٤٩). فأمّا من لم يجز تعدية «هلك» إلى مفعول فإنه يكون مضافا إلى الفاعل، ومن جعله متعديا يكون تقديره: «وجعلنا لإهلاكنا إياهم موعدا» والمصدر في الأصل من «فعل يفعل» - بفتح العين في الماضي والمضارع- يأتي على «مفعل» بكسر العين، لذلك كان «مهلك» مصدرا من «هلك» «١».
وقرأ المرموز له بالعين من «عد» وهو: «حفص» «لمهلكهم، مهلك» بفتح الميم، وكسر اللام، على أنه مصدر ميمي سماعي من «هلك» الثلاثي.
قال «مكي بن أبي طالب»: وحجة من كسر اللام، وفتح الميم أنه جعله أيضا مصدرا من «هلك» والوجهان في إضافته جائزان على ما تقدم، لكنه خارج عن الأصول، أتى نادرا «مفعل» بكسر العين من: «فعل يفعل» بفتح العين فيهما، كما قالوا: «المرجع» من «رجع يرجع» كالرجوع. اهـ.
وقرأ الباقون «لمهلكهم، مهلك» بضم الميم، وفتح اللام، على أنه مصدر ميمي قياسي من «أهلك» المزيد بهمزة، وهو متعد، فهو مضاف إلى مفعوله.
قال ابن الجزري:
......... وغيب يغرقا... والضّمّ والكسر افتحا فتى رقا
وعنهم ارفع أهلها........................
المعنى: اختلف القرّاء في «لتغرق أهلها» من قوله تعالى: قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها (سورة الكهف آية ٧١).