المَحْفُوظُ (أُمَّ الكِتَابِ) لأَنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ مُثْبَتَةٌ فِيهِ، وَمِنْهُ تُنْسَخُ الكُتُبُ المُنْزَلَةُ، وَقِيلَ: إِنَّ العُلُومَ كُلَّهَا تُنْسَبُ إِلَيْهِ، وَتَتَوَلَّدُ مِنْهُ» (١).
وَفِي «تَفْسِيرِ البَغَوِيِّ» وَغَيْرِهِ فِي قَوْلِهِ - تَعَالَى -: ﴿فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾ (٢): «وَهُوَ الَّذِي يُعْرَفُ بِاللَّوْحِ المَحْفُوظِ، وَهُوَ أُمُّ الكِتَابِ، وَمِنْهُ تُنْسَخُ الكُتُبُ، مَحْفُوظٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ» (٣).
وَذَكَرَ الإِمَامُ الفَخْرُ فِي «تَفْسِيرِهِ»: ﴿وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾: أَنَّهُ اللَّوْحُ المَحْفُوظُ، قَالَ: «وَجَمِيعُ حَوَادِثِ العَالَمِ العُلْوِيِّ وَالسُّفْلِيِّ مُثْبَتَةٌ فِيهِ» (٤).
وَكَذَا ذَكَرَ غَيْرُهُ.
وَفِي «تَفْسِيرِ البَيْضَاوِيِّ» (٥): «وَهُوَ اللَّوْحُ المَحْفُوظُ؛ إِذْ مَا مِنْ كَائِنٍ إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ» (٦).
(٢) سُورَةُ (البُرُوج)، آيَة (٢٢).
(٣) انْظُرْ «تَفْسِيرَ البَغَوِيِّ» (٨/ ٣٨٩).
(٤) انْظُرْ «تَفْسِيرَ الرَّازِيِّ» (١٩/ ٥٢).
(٥) هُوَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الشِّيرَازِيُّ، نَاصِرُ الدِّينِ البَيْضَاوِيُّ؛ قَاضٍ مُفَسِّرٌ عَلَّامَةٌ، مِنْ تَصَانِيفِهِ: «أَنْوَارُ التَّنْزِيلِ وَأَسْرَارُ التَّأْوِيلِ»، وَيُعْرَفُ بِـ «تَفْسِيرِ البَيْضَاوِيِّ»، تُوُفِّيَ سَنَةَ (٦٨٥هـ)، انْظُرِ «الأَعْلَامَ» لِلزِّرِكْلِيِّ (٤/ ١١٠).
(٦) انْظُرْ «تَفْسِيرَ البَيْضَاوِيِّ» (٣/ ١٩٠).