الشريطُ رقمُ [١٧] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٢٨) _ (١٣١).
الشريطُ رقمُ [١٨] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٣١) _ (١٣٥)، (١٤١) _ (١٤٤).
الشريطُ رقمُ [١٩] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٤٤) _ (١٤٦).
الشريطُ رقمُ [٢٠] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٤٦) _ (١٥٠).
الشريطُ رقمُ [٢١] فَسَّرَ فيه الآيَتَيْنِ: (١٥٠) _ (١٥١).
الشريطُ رقمُ [٢٢] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٥١) _ (١٥٢). بدايةَ (١٥٥).
الشريطُ رقمُ [٢٣] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٥٥) _ (١٥٨).
الشريطُ رقمُ [٢٤] فَسَّرَ فيه الآيَتَيْنِ: (١٥٨) _ (١٥٩).
الشريطُ رقمُ [٢٥] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٥٩) _ (١٦٥).
ثَالِثًا: سورةُ الأعرافِ:
الشريطُ رقمُ [١] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١) _ (٣).
الشريطُ رقمُ [٢] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٤) _ (٧).
الشريطُ رقمُ [٣] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٨) _ (١١).
الشريطُ رقمُ [٤] فَسَّرَ فيه الآيةَ: (١١).
الشريطُ رقمُ [٥] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٣١) _ (٣٥).
الشريطُ رقمُ [٦] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٣٥) _ (٣٨).
الشريطُ رقمُ [٧] فَسَّرَ فيه الآياتِ، (٣٨) _ (٤٤).
الشريطُ رقمُ [٨] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٤٤) _ (٥٢).
الشريطُ رقمُ [٩] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٥٢) _ (٥٤).
الشريطُ رقمُ [١٠] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٥٤) _ (٦٢).
الشريطُ رقمُ [١١] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٦٣) _ (٧٢).
[الملك: الآيتان ٣، ٤]، أي: مِنْ عِظَمِ مَا رَأَى؛ ولذا قال هنا: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [الأنعام: آية ١٠١]، أي خالقُ السماواتِ والأرضِ، ومخترعُهما وَمَنْ فِيهِمَا.
﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ﴾ وهذه الآيةِ يُفهم منها أن الْمُلْكَ والوَلَدِيةَ لا يمكنُ أن يَجْتَمِعَا؛ لأنهم لَمَّا ذَكَرُوا له الولدَ كان من رَدِّهِ عليهم: أنه مخترعُ الأرضِ والسماءِ. أي: وَمَنْ فِيهِمَا، وصانعُ الشيءِ هو مَالِكُهُ، والولدُ لا يكونُ مَمْلُوكًا أبدًا (١).
وَجَرَتِ العادةُ في القرآنِ: بأن اللَّهَ يَرُدُّ على الكفرةِ في ادعاءِ الولدِ بأنه مَالِكُ كُلِّ شيءٍ، وأن الخلقَ عَبِيدُهُ، كما قال: ﴿بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (٢٦)﴾ لأن العبدَ لا يمكنُ أن يكونَ وَلَدًا.
ومن هذه الآياتِ القرآنيةِ أَخَذَ العلماءُ أن الإنسانَ إذا مَلَكَ ولدَه - بأن تزوجَ أمةً لغيرِه، وكان ولدُه رقيقًا وَاشْتَرَاهُ - أنه يَعْتِقُ عليه بنفسِ الْمِلْكِ، ولا يمكنُ أن يملكه؛ لأن الملكيةَ والولديةَ مُتَنَافِيَانِ (٢)؛ ولذا قال هنا: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ﴾.
﴿أَنَّى﴾ هنا: هذا استفهامٌ للاستبعادِ والإنكارِ والنفيِ. لا يمكنُ أن يكونَ له وَلَدٌ؛ لأن كُلَّ ما في السماواتِ والأرضِ إنما هو خلقُه وَمِلْكُهُ، فكيفَ سيكونُ له وَلَدٌ من صُنْعِهِ ومُلْكِهِ الذي خَلَقَهُ وَأَبْرَزَهُ من العدمِ إلى الوجودِ.
﴿وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ﴾ أي: امرأةٌ. لأنه يَتَنَزَّهُ (جل وعلا) عن
_________
(١) انظر: القرطبي (٢/ ٨٥)، البحر المحيط (٤/ ١٩٥)، التسهيل لابن جزي ص٢١١ - ٢١٢، التحرير والتنوير (٧/ ٤١٠).
(٢) انظر: القرطبي (١١/ ١٥٩).
الذال، وعلى قراءة ابن عامر: ﴿يتذكرون﴾ فهو من الغَيْبة لا مِنَ الخِطَاب، فالفعل للغائبين لا للمخاطبين (١).
وقوله: ﴿قَلِيلاً﴾ يعربونه مصدراً (٢)، والمعنى: تتذكرون تَذَكّراً قليلاً؛ لأن الكفار ربما تذكروا تذكراً قليلاً فآمنوا، ولكنهم يراجعهم شركهم وكفرهم كما قال: ﴿وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِالله إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ (١٠٦)﴾ [يوسف: آية ١٠٦] وزعمت جماعة من علماء العربية أن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم يطلقون القِلَّة ويريدون بها العَدَمَ المحْضَ (٣)، يقولون: مررت بأرض قليل بها الكرَّاث والبصل. يعنون: لا كُرَّاثَ فيها ولا بصل. وهذا أسلوب معروف، ومنه قول غيلان ذي الرمة (٤):

أُنِيخَتْ فَأَلْقَتْ بَلْدة فَوْقَ بَلْدَةٍ قَلِيلاً بهَا الأَصْوَاتُ إلا بُغَامُهَا
يعني: لا صوت فيها البتة إلا بُغام ناقته. ومنه قول الطِّرِمَّاح بن حكيم يمدح يزيد بن المُهلب (٥):
أَشَمٌّ نَدِيٌّ كَثِيرُ النَّوَادِي قَلِيلُ المَثَالِبِ وَالقَادِحَهْ
_________
(١) انظر: حجة القراءات ص٢٧٩.
(٢) لعله سبق لسان، والمراد: نعت مصدر محذوف. انظر: البحر المحيط لأبي حيان (٤/ ٢٦٧)، الدر المصون (٥/ ٢٤٦).
(٣) انظر: ابن جرير (٢/ ٣٢٩ - ٢٣٠)، بصائر ذوي التمييز (٤/ ٢٩٣)، القرطبي (٢/ ٢٦)، ابن عاشور (١/ ٦٠٠)، أضواء البيان (٢/ ٢٨٧).
(٤) البيت في مشاهد الإنصاف ص١٤٥، دفع إيهام الاضطراب ص٧٩.
(٥) البيت في ديوانه ص٨٦، دفع إيهام الاضطراب ص٧٨، وشطره الأول في الديوان:
فقال عبد الجبار: أرأيت إن دعاني إلى الهدى، وقضى عليَّ بالردى، دعاني وسدّ الباب دوني، أتراه أحسن إليَّ أم أساء؟!
فقال أبو إسحاق: أرى أن هذا الذي منعك إن كان حقًّا واجبًا لك عليه فقد ظلمك وقد أساء، وإن كان ملكه المحض فإن أعطاك ففضل، وإن منعك فعدل، فبُهت عبد الجبار!! وقال الحاضرون: والله ما لهذا جواب (١).
وهذا الجواب الذي أجاب به أبو إسحاق هو مضمون قوله: ﴿قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (١٤٩)﴾ [الأنعام: آية ١٤٩] حجته البالغة على خلقه هي تفضله بالهدى، فمن شاء أن يتفضل عليه بالهدى فهو فضل منه، ومن لم يتفضل عليه فما ظلمه، وقد أنصفه من جميع النواحي، ومن أعطي فضله ففضل، ومن مُنِعَهُ فعدل كما ذكرنا.
ومما يوضح هذا ما يذكرون عن عمرو بن عبيد (٢) - وهو من كبار المعتزلة المشهورين المعروفين بالعبادة والنسك - أنه جاءه بدوي وقال له: يا شيخ ادعُ الله أن يردَّ عليّ دابتي، سرقوها. فقام عمرو بن عبيد يتقرب بهذا المذهب الباطل، وقال: اللهم إنها سُرقت ولم تُرد سرقتها؛ لأنك أكرم وأنزه وأجلّ من أن تريد هذه القذرة القبيحة. فالبدوي أعرابي جاهل، قال له: ناشدتك الله يا هذا إلا ما كففت عني من دُعائك الخبيث، إن كانت سُرقت ولم يُرد سرقتها، فقد يُريد ردّها ولا تُرد، فربٌّ يقع في ملكه ما لا يشاء لا ثقة لي به. فألقمه حجرًا!!
_________
(١) مضى عند تفسير الآية (٣٩) من سورة الأنعام.
(٢) السابق.
لها (١)؟ فسئل عن هذا مالك بن أنس (رحمه الله) فقال: ما أرى أن الهجن والبراذين إلا هي من الخيل؛ لأن الله قال: ﴿وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً﴾ [النحل: الآية ٨] أترون أن الهجن من البغال؟ قالوا: لا. أترون أنها من الحمير؟ قالوا: لا. قال: هي من الخيل، فتتناولها النصوص الواردة في الخيل (٢).
وقال بعض العلماء في الهجين: والهجين: هو ما أحد أبويه من الخيل رديء من البراذين أبوه أو أمه، فإذا كانت أمّه من العِرَاب الحرائر وأبوه ليس كذلك فهو المعروف بالمُقْرِف (٣)، ومنه قول هند بنت النعمان بن بشير (٤):
أشم كثير البوادي النوال ...............
وَمَا هِنْدُ إِلاَّ مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ سَلِيلَةُ أَفْرَاسٍ تَجَلَّلَها بَغْلُ
فَإِنْ وَلَدتْ مُهْراً كَرِيمًا فَبِالحَرَى وَإِنْ يَكُ إِقْرَافٌ فما أنجَب َالفَحْلُ
فالمقرف: هو الذي أمه من الخيل العِرَاب الجياد وأبوه ليس كذلك، ومن هذا المعنى قول جرير (٥):
_________
(١) انظر: الأوسط لابن المنذر (١١/ ١٦٠ - ١٦٣)، القرطبي (٨/ ١٦)، المغني (١٣/ ٨٦)، الأضواء (٢/ ٤٠١).
(٢) المدونة (٢/ ٣٢)، الكافي لابن عبد البر ص٢١٤.
(٣) انظر: المغني (٣١/ ٨٧)، الهُجْنَة تكون من قِبَل الأم، والإقراف من قِبَل الأب. كما في أدب الكاتب ص٤١، المصباح المنير (مادة: هجن) ص٢٤٣، فتح الباري (٦/ ٦٧).
(٤) البيتان في المغني (١٣/ ٨٧)، أدب الكاتب لابن قتيبة ص٤١، الاقتضاب شرح أدب الكتاب للبطليوسي (١/ ١٦٥)، (٢/ ٤٣٩)، الأضواء (٢/ ٤٠٣). ولفظ البيت الثاني:
فَإن نُتِجَت مُهْرًا كريمًا فَبِالحَرى وإنْ يكُ إقرافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفحلِ
(٥) مضى عند تفسير الآية (٤٦) من سورة الأنعام.


الصفحة التالية
Icon