الشريطُ رقمُ [١٢] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٧٣) _ (٨١).
الشريطُ رقمُ [١٣] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٨١) _ (٨٩).
الشريطُ رقمُ [١٤] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٨٩) _ (٩٩).
الشريطُ رقمُ [١٥] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٩٩) _ (١٠١).
الشريطُ رقمُ [١٦] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٠١) _ (١٠٦)، (١١٥) _ (١٢٤).
الشريطُ رقمُ [١٧] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٢٤) _ (١٣٥)، (١٣٧).
الشريطُ رقمُ [١٨] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٣٨) _ (١٤٤).
الشريطُ رقمُ [١٩] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٤٨) _ (١٥٥).
الشريطُ رقمُ [٢٠] فَسَّرَ فيه الآيَتَيْنِ: (١٥٦) _ (١٥٧).
الشريطُ رقمُ [٢١] فَسَّرَ فيه الآيَتَيْنِ: (١٥٨) _ (١٥٩).
الشريطُ رقمُ [٢٢] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٥٩) _ (١٦٣).
الشريطُ رقمُ [٢٣] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٦٤) _ (١٧٤).
الشريطُ رقمُ [٢٤] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٧٥) _ (١٨١).
الشريطُ رقمُ [٢٥] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٨٢) _ (١٨٩).
الشريطُ رقمُ [٢٦] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٨٩) _ (١٩٩).
الشريطُ رقمُ [٢٧] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٩٩) _ (٢٠٦).
رَابِعًا: من سورةِ الأنفالِ:
الشريطُ رقمُ [١] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١) _ (٧).
الشريطُ رقمُ [٢] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٧) _ (١١).
الشريطُ رقمُ [٣] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١١) _ (١٣)، (٢٤) _ (٢٨).
ذلك؛ وَلِذَا قال: ﴿أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾ وجميعُ الكائناتِ خَلْقُهُ، فلا يمكنُ أن يكونَ شيءٌ مِنْ خَلْقِهِ ولدًا له بحالٍ؛ لأن الولدَ كالجزءِ من الوالدِ، والخلقُ صنعُ الوالدِ، والجزءُ والصنعةُ مُتَبَايِنَانِ لاَ يمكنُ أن يجتمعا في شيءٍ؛ ولذا قال جل وعلا: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ﴾ - جل وعلا - ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٠١)﴾ لاَ تَخْفَى عليه خافيةٌ، فهو (جل وعلا) يعلمُ كُلَّ شيءٍ، ويعلمُ غيرَ الشيءِ، لأَنَّ (الشيء) عندَ أهلِ السنةِ والجماعةِ لا يُطْلَقُ إلا على الموجودِ، واللَّهُ يعلمُ الموجودَ الذي هو شَيْءٌ، ويعلمُ المعدومَ الذي هو ليس بشيءٍ، فهو عَالِمٌ بالموجوداتِ والمعدوماتِ والجائزاتِ والمستحيلاتِ حتى إنه من إحاطةِ عِلْمِهِ لَيَعْلَمُ المعدومَ الذي سَبَقَ في علمِه أنه لاَ يوجدُ، يعلمُ أن لو كان كيف يكونُ؟ كما قد بَيَّنَّا نَصَّهُ تعالى على ذلك في هذه السورةِ - سورةِ الأنعامِ - فَقَدْ بَيَّنَّاهُ مُفَسَّرًا في قولِه: ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [الأنعام: آية ٢٨] (١) لأَنَّ الكفارَ إذا عَايَنُوا النارَ نَدِمُوا على تكذيبِ الرسلِ، وَتَمَنُّوا الردَّ للدنيا مرةً أخرى لِيُصَدِّقُوا الرسلَ.
وَلِذَا قالوا: ﴿يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنعام: آية ٢٧] على إحدى القراءاتِ (٢)، والله (جل وعلا) عَالِمٌ أن هذا الردَّ الذي تَمَنَّوْهُ عَالِمٌ أنه لا يكونُ، وقد صَرَّحَ (جل وعلا) أنه عَالِمٌ أن لو كان كيفَ يكونُ؟ كما قال: ﴿وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [الأنعام: آية ٢٨]، والمتخلفونَ عن غزوةِ تبوك لا يَحْضُرُونَهَا أبدًا؛ لأَنَّ اللَّهَ هو الذي ثَبَّطَهُمْ عنها لإرادتِه لحكمةٍ يعلمها {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ
يعني: لا مثلبة فيه ولا قادحة البتة، وهذا معروف، ومنه في كلام العرب قوله (١):
فَمَا بَأْسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنَا تَحِيَّةً | قَلِيلاً لَدَى مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عَابُهَا |
والحاصل أن هذه الآية الكريمة يجب على كل مسلم أن يتدبرها، ويعلم أن النظام المتبع هو نظام الله لا نظام إبليس، ولا قانون الشيطان؛ لأن قانون الشيطان صرح الله بأن من اتبعه مشرك في قوله: ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١)﴾ [الأنعام: آية ١٢١] وآية الأنعام هذه: ﴿وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١)﴾ هي عند علماء العربية مثال لحذف لام التوطئة، قالوا: الأصل: (ولئن أطعتموهم إنكم لمشركون) فحُذفت لام توطئة القسم، قالوا: وهذه الآية دليل على ذلك، والقرينة على أن هناك لام التوطئة محذوفة أنه لو كان شرطاً محضاً خالياً من قَسَم لقال: وإن أطعتموهم فإنكم لمشركون؛ لأن جواب الشرط إذا كان ليس يصلح فعلاً للشرط وجب اقترانه بالفاء كما هو معروف في علم العربية، فلو لم يكن هنالك قسم مقدر لقال:
_________
(١) البيت في مغني اللبيب (٢/ ٦)، وأول شطره الثاني: «قليل» وذكره الشيخ (رحمه الله) بالنصب في دفع إيهام الاضطراب ص٧٩.
والتحقيق في هذا المعنى أن الله خلق للعباد قُدرًا وإرادات يقدرون بها ويريدون، والله (جل وعلا) أقام عليهم الحجة من جميع الوجوه، فتفضّل على بعضهم بالتوفيق، ولم يتفضّل على بعضهم، وتفضُّله فضل منه، وعدم تفضّله بملكه المحض عدل منه، فهو (جل وعلا) يصدُر منه إما فضل وإما عدل، وليس هنالك ظلم لأحد. أما المخلوقون فلا شك أن لهم قُدرًا وإرادات، وعامَّة العقلاء يطبقون على أن هنالك فرقًا بين حركة اليد الاختيارية والحركة الارتعاشية كحركة [المحموم] (١) كما لا يخفى على أحد، وأن الله خلق للعبد قدرة وإرادة، وأقدره بتلك القدرة والإرادة على فعل ما يشاء مما هو في مقدوره، إلا أن قدرة الله وإرادته تصرف قدرة العبد وإرادته إلى ما سبق به العلم الأزلي، فيأتيه العبد طائعًا في غاية الطوع، كما قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان: آية ٣٠] فصرح بأن للمخلوقين مشيئة، وأنهم لا يشاءون إلا ما شاءه الله، والله (جل وعلا) قد عَلِمَ في أزَلِهِ ما تَسْتَحِقّه عبيده، فمنهم من هو أهْلٌ لِلْخَيْرِ وفَّقَهُ للخير، ومنهم من هو أهل للشر وفّقه للشر، كما قال ﷺ لما سأله أصحابه عن هذه الشبهة، قال: «كل ميسر لما خُلق له» (٢). والمعنى: أن الله خلقهم وأمرهم وسيوفق كُلاً منهم إلى ما سبق له به العلم الأزلي في الكتاب.
وهذا كلام موجز عن قضية الكسب، فعلينا أن نَعْلَمَ أنَّ اللهَ خَلَقَ لنا قُدرًا وإرادات نؤاخذ بها، وأنّا نأتي الأفعال طائعين، ولنا قدرة
_________
(١) في هذا الموضع كلمة غير واضحة، وما بين المعقوفين [ | ] زيادة يتم بها الكلام. |
إِذَا آباؤُنا وأَبُوكَ عُدُّوا | أَبَانَ المُقْرِفَات من العِرَابِ |
وَمِنَّا الَّذِي قَدْ سَنَّ فِي الخَيْلِ سُنَّةً | وَكَانَتْ سَوَاءً قَبْلَ ذَاكَ سِهَامُهَا |
_________
(١) سنن سعيد بن منصور (٢/ ٢٨٠)، والشافعي في الأم (٧/ ٣٣٧)، والبيهقي (٦/ ٣٢٨)، وذكره الحافظ في الفتح (٦/ ٦٧).
(٢) البيت في فتح الباري (٦/ ٦٧)، الأضواء (٢/ ٤٠٢).
(٣) انظر: الأوسط لابن المنذر (١١/ ١٥٧ - ١٥٩)، الأضواء (٢/ ٤٠٠).