الشريطُ رقمُ [٤] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٢٩) _ (٤١).
الشريطُ رقمُ [٥] فَسَّرَ فِيهِ الآيَةَ: (٤١) فقط.
الشريطُ رقمُ [٦] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٤١) _ (٤٤).
الشريطُ رقمُ [٧] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٤٥) _ (٥٠).
الشريطُ رقمُ [٨] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٥٠) _ (٦١).
الشريطُ رقمُ [٩] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٦١) _ (٦٩).
الشريطُ رقمُ [١٠] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٧٠) _ (٧٣).
الشريطُ رقمُ [١١] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٧٣) _ (٧٥).
خَامِسًا: من سورةِ التوبةِ:
الشريطُ رقمُ [١] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١) _ (٧).
الشريطُ رقمُ [٢] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٧) _ (١٦).
الشريطُ رقمُ [٣] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (١٧) _ (٢٥).
الشريطُ رقمُ [٤] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٢٥) _ (٢٨).
الشريطُ رقمُ [٥] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٢٨) _ (٣١).
الشريطُ رقمُ [٦] فَسَّرَ فيه الآيةَ: (٣١) _ (٣٥)، (٣٧).
الشريطُ رقمُ [٧] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٣٨) _ (٤٠).
الشريطُ رقمُ [٨] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٤٠) وبعضَ (٤١)، ثُمَّ (٤٤) _ (٥٧).
الشريطُ رقمُ [٩] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٥٧) _ (٦٣).
الشريطُ رقمُ [١٠] فَسَّرَ فيه الآياتِ: (٦٣) _ (٦٨).
الطَّرِيقَةُ الْمُتَّبَعَةُ فِي إِخْرَاجِ هَذَا التَّفْسِيرِ:
أَوَّلاً: فيما يتعلقُ بتفريغِ محتوياتِ الأشرطةِ ومراجعتِها:
عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (٤٦)} [التوبة: آية ٤٦]، وخروجُهم هذا الذي ثَبَّطَهُمْ عنه، وَسَبَقَ في علمِه أنه لا يكونُ، هو عَالِمٌ أَنْ لو كان كيفَ يكونُ، كما صَرَّحَ به في قولِه: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ﴾ الآية [التوبة: آية ٤٧].
وكقولِه: ﴿وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٥)﴾ [المؤمنون: آية ٧٥] إلى غيرِ ذلك من الآياتِ. ولذا قال هنا: ﴿وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الأنعام: آية ١٠١] فَمَنْ أحاطَ عِلْمُهُ بِكُلِّ شيءٍ فكيفَ يكونُ جنسًا له - كالولدِ - من لاَ يعلمُ شيئًا إلا ما عَلَّمَهُ اللَّهُ؟ يعني: فالذي تَدَّعُونَ من الأولادِ لله لا يعلمونَ شيئًا إلا ما عَلَّمَهُمُ اللَّهُ، فكيفَ يكونونَ كالجزءِ والجنسِ لِمَنْ لاَ يَخْفَى عليه شَيْءٌ؟
وقد قَدَّمْنَا مِرَارًا (١): أن العلمَ المحيطَ لِلَّهِ وحدَه، وأن المخلوقين يعلمونَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ ما عَلَّمَهُمُ اللَّهُ فقط، وَبَيَّنَّا أمثلةً كثيرةً لذلك، منها:
أن أَعْلَمَ الخلائقِ - الملائكةُ والرسلُ - الملائكةُ قد قَدَّمْنَا في سورةِ البقرةِ أن اللَّهَ لَمَّا قال لهم: ﴿أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٣١) قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا﴾ [البقرة: الآيتان ٣١، ٣٢]، فقولُه: ﴿لاَ عِلْمَ لَنَا﴾ النكرةُ إذا بُنِيَتْ على الفتحِ مع (لا) فـ (لا) التي مَعَهَا هي (لا) التي لِنَفْيِ الجنسِ (٢). والمعنَى: أنهم نَفَوْا جنسَ العلمِ من أصلِه عن أنفسِهم، إلا شيئًا عَلَّمَهُمُ اللَّهُ إياه.
_________
(١) مضى عند تفسير الآية (٥٩) من هذه السورة.
(٢) انظر: ضياء السالك (١/ ٣٥١).
وإن أطَعْتُموهم فإنكم لمشركون. والتحقيق أن القرآن ليس فيه حذف الفاء في جملة جزاء الشرط إذا كانت جملة اسمية أو طلبية، أو غير ذلك من الجمل التي لا تصلح أن تكون فعلاً للشرط (١)، وما زعموا من أن قراءة نافع في سورة الشورى (٢): ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ﴾ [الشورى: آية ٣٠] فإن المصحف الكبير الذي بقي في المدينة عند عثمان بن عفان (رضي الله عنه) فيه: ﴿وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم﴾ بلا فاء، والمصاحف التي أُرسلت للعراق وغيره فيها الفاء: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ (٣٠)﴾ قالوا: (ما) هنا شرطية، والفاء لم تأت في قراءة نافع وابن عامر: ﴿وما أصابكم من مصيبة بما كسبت﴾ بلا فاء.
والحق أن آية الشورى هذه لا حجة فيها؛ لأن لفظة (ما) على قراءة نافع وابن عامر: موصولة لا شرطية (٣). والمعنى: والذي أصابكم من مصيبة هو كائن بما كسبت أيديكم. فلا شرط فيه أصلاً على قراءة نافع وابن [عامر] (٤)، والمقرر في علم القراءات وعلوم القرآن: أن القراءتين كالآيتين، تكون هذه القراءة لها معنى، وهذه لها معنى (٥). فلا مانع من أن تكون (ما) على قراءة الجمهور شرطية، فجيء بالفاء، وعلى قراءة نافع
_________
(١) انظر: البحر المحيط (٤/ ٢١٣)، الدر المصون (٥/ ١٣٢).
(٢) انظر: المبسوط لابن مهران ص٣٩٥.
(٣) انظر: حجة القراءات ص٦٤٢.
(٤) في الأصل: «وابن كثير» وهو سبق لسان.
(٥) راجع ما مضى عند تفسير الآية (٣٣) من سورة الأنعام.
مخلوقة وإرادة مخلوقة كلتاهما خلقها الله بقدرته وإرادته، فربنا يصرف إراداتنا ومشيئاتنا وقُدرنا إلى ما سبق به علمه الأزلي فنأتيه طائعين. نرجو الله (جل وعلا) أن يوفقنا إلى ما يرضيه منّا، ولا يصرف قلوبنا إلا لما يرضيه. وهذا معنى قوله: ﴿وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ﴾ [الأعراف: آية ١٠٠].
اعلموا أن السمع في القرآن وفي اللغة يُطلق إطلاقين: يُطلق السمع على ما سمعه الإنسان وسَمِعَتْهُ أُذُنُه فوَعَاهُ قَلْبُهُ. ويُطلق السمع على القبول والاستجابة، ومن إطلاق السمع على القبول والاستجابة: قوله في الصلاة: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» أي: لمن أطاعه فاستجاب له. فالعرب تقول: سمعًا وطاعة. أي: إجابة وقبولاً، ومنه هذه الآية. فقوله: ﴿فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ﴾ السمع المنفي هنا هو سمع الطاعة والقبول. أي: إن الله إذا طبع على القلوب فالأسماع تسمع ولكن ذلك السمع لا ينشأ منه طاعة ولا قبول، والله (جل وعلا) بين أنه إذا وقع على القلوب مثل هذا الطبع وما جرى مجراه أنهم لا يستطيعون أن يسمعُوا. ونفي الاستطاعة ذكره في آيات كقوله: ﴿مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ﴾ [هود: آية ٢٠] فنفى عنهم استطاعة السمع.
وكقوله: ﴿الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾ [الكهف: آية ١٠١] وقال (جل وعلا) في الفرقان: ﴿فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً﴾ [الفرقان: آية ٩] وهذه الاستطاعة نفيها إنما هو بحسب مشيئة الله من معاقبة الإنسان على ذنب، لأن هذه الآيات فيها سؤال معروف مشهور لطالب العلم أن يسأل عنه ويُجاب عنه، وهو أن يقول طالب العلم: إن الله في غاية الإنصاف والعدالة، فهو (جل وعلا) منصف عدل في
الخامس له، ولا يُزَادُ على ذلك (١). ولا خلاف بَيْنَ العُلَمَاءِ أنه لا يُعْطَى أكْثَر مِنْ نَصِيبِ فَرَسَيْنِ ألْبَتَّةَ، ولو كان عنده خيل كثيرة. ومن قال: يعطى نصيب فرسين قال: لأنه قد يحتاج إلى فرسين ولا يحتاج إلى الثالث غالباً؛ لأن الفرس إذا طال ركوبه قد يضعفه ذلك عن الْكَرِّ والفَرِّ، فيكون عنده فرس آخر جَنيب فيه قوة ونشاط يُزَاوِلُ به في الميدان؛ ولِذَا قال بعض العلماء: يعطى نصيب فَرَسَيْن ولا يزاد عليهما، ولم يقل أحد: إنه يعطى أكثر من نصيب فرسين.
فإن كان مقاتلاً على بعير (٢) فقال بعض العلماء: لَيْسَ لِلإِبِلِ نصيب ألبتّة (٣)، وعليه جماهير العلماء، وذهب بعض العلماء إلى أن البعير إذا لم يجد غَيْرَهُ كان له نصيب نصف نصيب سَهْمِ الفَرَسِ، وهذا رواية عن الإمام أحمد (٤)، ومن قال به قليل، واستدل قائل هذا القول بأن الله لما ذكر الموجب الذي استحقوا به الغنيمة ذكر منه الرِّكاب مع الخيل، والرِّكاب: هي الإبل، قال: ﴿فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ﴾ [الحشر: الآية ٦] وله وجه من النظر، إلا أن جماهير العلماء أن الإبل لا يقسم لها، وقد كان عندهم يوم بدر سبعون بعيراً فلم يقسموا لها، ولم تخل غَزَوَاته من الإبل، ولم يقل أحد إنه ﷺ قسم لبعير شيئاً.
_________
(١) انظر: الأوسط لابن المنذر (١١/ ١٥٧ - ١٥٩)، القرطبي (٨/ ١٥ - ١٦)، المغني (١٣/ ٨٩).
(٢) انظر: الأضواء (٢/ ٤٠٣).
(٣) وحكى عليه ابن المنذر الإجماع، كما في الأوسط (١١/ ١٦٢).
(٤) انظر: المغني (١٣/ ٨٩).