٣ - وعن عائشة رضي الله عنها في حديث طويل ذكرت فيه صلاة النبي - ﷺ - بالليل وأنه بكى مرات، قالت: ((فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي، قال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أكون عبداً شكوراً؛ لقد نزلت عليَّ الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ... ﴾ (١) الآية كلها (٢).
٤ - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن النبي - ﷺ - تلا قول الله - عز وجل - في إبراهيم: ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي﴾ (٣) الآية، وقال عيسى - عليه السلام -: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم﴾ (٤) الآية. فرفع يديه وقال: ((اللهم أمتي أمتي))، وبكى فقال الله - عز وجل -: ((يا جبريل اذهب إلى محمد وربُّك أعلم فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل - عليه السلام - فسأله، فأخبره رسول الله - ﷺ - بما قال وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل! اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)) (٥).
_________
(١) سورة آل عمران، الآية ١٩٠.
(٢) ابن حبان في صحيحه، برقم ٦٢٠، وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان: ((إسناده صحيح على شرط مسلم))، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ٨٦: ((وهذا إ سناد جيد)).
(٣) سورة إبراهيم، الآية: ٣٦.
(٤) سورة المائدة، الآية: ١١٨.
(٥) مسلم، كتاب الإيمان، باب دعاء النبي - ﷺ - لأمته، وبكائه شفقة عليهم، برقم ٢٠٢.