الفضل الثالث: مما يدل على فضلها أمر النبي - ﷺ - بقراءتها دبر كل صلاة؛ لحديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه -، قال: ((أمرني رسول الله - ﷺ - أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة)) (١).
الفضل الرابع: من قرأها في الصباح والمساء كفته من كل شيء؛ لحديث عبد الله بن خبيب - رضي الله عنه - قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله - ﷺ - يُصلِّي لنا، قال: فأدركته فقال: ((قل))، فلم أقل شيئاً، ثم قال: ((قل))، فلم أقل شيئاً، قال: ((قل))، فقلت: ما أقول؟ قال: ﴿قُلْ هُوَ الله أَحَد﴾ والمعوِّذتين حين تمسي، وحين تصبح - ثلاث مرات - تكفيك من كل شيء)) (٢).
وهذه الأحاديث الثلاثة وترجمة البخاري رحمه الله بقوله: ((باب فضل المعوذات)) تدل على أنه يطلق اسم المعوذات على سورة الإخلاص والمعوذتين، كما أشار الحافظ ابن حجر رحمه الله إلى ذلك في فتح الباري (٣).
_________
(١) أبو داود، كتاب الصلاة، باب: في الاستغفار، برقم ١٥٢٣ واللفظ له، والنسائي، كتاب السهو، باب الأمر بقراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة، برقم ١٣٣٦، والترمذي، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في المعوذتين، برقم ٢٩٠٣، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود،
١/ ٤١٧، وفي غيره.
(٢) أبو داود، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم ٥٠٨٢، والترمذي، كتاب الدعوات، باب، برقم ٣٥٧٥، واللفظ له، والنسائي في الاستعاذة، باب، برقم ٥٤٤٣، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود، ٣/ ٢٤٩، وفي صحيح سنن الترمذي، ٣/ ٤٦٨.
(٣) فتح الباري، لابن حجر، ٩/ ٦٢.


الصفحة التالية
Icon