أفَهُم لا يعرفون بعضَ كلمات القرآن مع كونه على غاية السهولة والعذوبة بالنسبة إلى عامَّة كلام ذلك العصر؟ فمَن كان من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنَه هُدِي إن شاء الله تعالى. وأما المتعسِّفُ فلا يُسكِتُه شيء عن المِراء. والله يَهدي من يشاء!.
فالغايةُ من هذا البحث الخلاصُ عن الجهل والشك الناشِئَين مِن سُوء فهمِ المفردات. أما الجهلُ فاثنان: الأول هو الجهل بنفس معنى الكلمة، فنفهم خلافَ المراد. والثاني هو الجهل بكيفِه وكمِّه، فيخفى علينا نظم الكلام ودلالة نسقه.
وأما الشكّ فهو أيضاً اثنان: الأول في تعيين وجه من وجوه متباينة، فنقف حَيارَى، أو نقع في الخطأ. والثاني هو التذبذب في تعيين وجه من وجوه بينها عموم وخصوص.
والخلاص من ذلك بأمرين: الأول معرفة معنى الكلمة ووجوهه وأحواله. والثاني الاعتصام بنظم الكلام.
فوضعتُ هذا الكتاب للأمر الأول، وفيه عَون على الأمر الثاني. فإن من عرف معنى الكلمة، وأحاطَ بوجوهه وما يتعلق له من الأحوال أمكنه أن يطلع على ما هو أكملُ رِباطاً وأحسنُ تأويلاً.

= فقالوا: هاتان سمطا الدهر".
مقتضى هذه النصوص أن تكون الحكومة بين الشعراء في سوق عكاظ في أيدي قريش، كما ذكر المؤلف، ولكن لم أجد نصّاً صريحاً في ذلك.


الصفحة التالية
Icon