والظاهر أن معناه: الفِعال العجيبة. فارسيته: كِرِشْمَه. و (١) لما كان غالب فعاله تعالى الرحمة ظنوا أن الآلاء هي النعم (٢).
والرواية عن ابن عباس رضي الله عنه حملتهم (٣) على هذا (٤). ولكن

(١) الواو ساقطة من المطبوعة.
(٢) وقال المؤلف في تعليقاته التفسيرية: ٤٣٤ يفسر قوله تعالى في سورة النجم: ٥٥ ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى﴾: "آلاء الله: شؤونه العجيبة من لطفه وبطشه. ترجمته في الفارسية (كِرِشمه اِيزدى) وقال يمدح فرسه لشؤونه العجيبة:... [يعني بيت الأجدع الآتي] ولما كانت الرحمة من أغلب شؤون الربّ غلب استعمال هذا اللفظ في معنى النعم، ولكن العربي القح هو الأول، وبه نزل القرآن". وانظر تعليقاته (سورة الأعراف): ١٤٧، ١٤٨.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، والحاكم في كتاب الأصول عن لقيط بن عامر في حديث طويل قال: "فقلتُ: يا رسول الله كيف يجمعنا (يعني الله عز وجل) بعدما تُمزّقنا الرياحُ والبلى والسباعُ؟ قال: "أنبئك بمثل ذلك من آلاء الله: الأرض أشرفتَ عليها وهي مَدرة بالية، فقلتَ: لا تحيا أبداً، ثم أرسل ربك عليها السماءَ، فلم تلبث عنك إلا أياماً حتى أشرفتَ عليها وهي شَرَبة (أي حوض) واحدة. ولعمر إلهِك لَهو أقدرُ على أن يجمعهم من الماء على أن يجمعهم من نبات الأرض، فيخرجون من الأصواء، أو من مصارعهم، فينظرون إليه وينظر إليهم". قلتُ: يا رسول الله وكيف ونحن ملء الأرض، وهو شخص واحد ينظر إلينا ونحن ننظر إليه؟ قال: "أنبئك بمثل ذلك من آلاء الله: الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونها ويريانكم ساعة واحدة، وترونهما لا تضارّون في رؤيتهما... " الحديث. انظر المسند ٤: ١٣ والمستدرك ٥٦٠: ٤ - ٥٦٤، وعنهما نقل السيوطي في الدر المنثور ٦: ٢٩٣، فخطّ الفراهي رحمه الله تحت كلمة الآلاء في الموضعين، وعلّق على هامش نسخته من الدرّ: "كلمة آلاء بمعنى عجائب القدرة والخلقة".
ولكلّ من الأستاذ عبد الله العمادي والأستاذ بدر الدين الإصلاحي مقال باللغة الأردية، بسطا فيه رأي المؤلف في معنى "الآلاء". انظر مقال الأول بعنوان "كرشمه قدرت" في مجموعة "مقالات قرآني". ومقال الآخر بعنوان "لفظ آلاء كي تحقيق" في مجلة الإصلاح عدد نوفمبر سنة ١٩٣٧: ٦٦٠ - ٦٧٧، ويلاحظ أن العمادي أغفل في مقاله ذكر شيخه الفراهي.
(٣) في الأصل: حملهم، والتصحيح من المطبوعة.
(٤) انظر الرواية المشار إليها في الطبري ٢٧: ١٢٤، والدر المنثور ٩٦: ٣ و١٤١: ٦، والإتقان: ٢: ٤٦.


الصفحة التالية
Icon