أما القرآن فقوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (٥٥) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى﴾ (١) بعد ذكر إهلاك الأقوام. وهكذا في سورة الرحمن (٢).
وأما كلام العرب، فقال طرفة:
كَاملٍ يَحمِلُ آلاءَ الفتى | نَبَهٍ سَيِّدِ سَاداتٍ خِضَمّ (٣) |
(١) سورة النجم، الآيتان: ٥٥ - ٥٦.
(٢) إذ جاء الترجيع بعد ذكر القيامة والعذاب أيضاً، كقوله تعالى ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (٤٣) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. ولمّا أشكلت هذه الآيات أوّلوها بأنّ خلق جهنّم من النعم. فقال الجاحظ في كتاب الحيوان (٥: ٩٩): "... وكذلك نقول في خلق جهنّم إنها نعمة عظيمة ومنة جليلة إذا كان زاجراً عن نفسه ناهياً وإلى الجنة داعياً". وعلّق الفراهي في حاشية نسخته من الحيوان (٥: ٣٧) بقوله: "أخطأ كما أخطأ الناس في معنى الآلاء". وانظر مثل هذا الجواب في أمالي. المرتضى ١: ١٢٧ والكشاف ٤: ٤٥١، وفي تفسير ابن كثير ٤: ٢٧٨.
(٣) البيت من قصيدة له في ديوانه: ١١٠ ومختارات ابن الشجري: ٤٠، وهى في يومٍ لبكرٍ على تغلب معروفٍ بيوم تَحلاقِ اللِّمَم، زعم الأصمعي أنها مصنوعة وأنه أدرك قائلها، وأثبتها أبو عبيدة والمفضل وغيرهما، وصلة البيت قبله:
والبيت وحده في اللسان (نبه).
نبهٌ: مرتفع الذكر. الخِضَمّ: السيد المعطاء. يعني بهذا الوصف الحارث بن هُمام بن مُرّة لأنه كان رئيس بني بكر يومئذٍ.
(٤) هي مَيَّة بنت ضِرار بن عمرو بن مالك بن زيد، من بني ضَبّة. اشتهرت بشعرها في رثاء أخيها قَبِيصَة بن ضِرار أحد فرسان ضَبَّة، وكان قد شهد الكُلابَ الثاني حين اجتمعت مَذِحج لقتال تميم، فهزمتهم تميم، وقتلوا قائدهم عبدَ يغوثَ بن صلاءة، وكان هذا الكلاب قبل الإسلام بقليل. وقتل قبِيصة ضَمْرةُ بن لَبيد الكاهن. انظر الأغاني ١٦: ٢٥٥ - ٢٥٨. وقد وهم الزركلي في الأعلام ٧: ٣٤٢ - وتبعه مؤلف شاعرات العرب: ٣٩٨ - فقال: ورد اسمها في جمهرة أنساب العرب: ٢٠٣ "أمية". قلت: لم يذكر ابن حزم في الجمهرة إلا أبناء ضرار، ومنهم أمية بن ضرار.
(٢) إذ جاء الترجيع بعد ذكر القيامة والعذاب أيضاً، كقوله تعالى ﴿هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (٤٣) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. ولمّا أشكلت هذه الآيات أوّلوها بأنّ خلق جهنّم من النعم. فقال الجاحظ في كتاب الحيوان (٥: ٩٩): "... وكذلك نقول في خلق جهنّم إنها نعمة عظيمة ومنة جليلة إذا كان زاجراً عن نفسه ناهياً وإلى الجنة داعياً". وعلّق الفراهي في حاشية نسخته من الحيوان (٥: ٣٧) بقوله: "أخطأ كما أخطأ الناس في معنى الآلاء". وانظر مثل هذا الجواب في أمالي. المرتضى ١: ١٢٧ والكشاف ٤: ٤٥١، وفي تفسير ابن كثير ٤: ٢٧٨.
(٣) البيت من قصيدة له في ديوانه: ١١٠ ومختارات ابن الشجري: ٤٠، وهى في يومٍ لبكرٍ على تغلب معروفٍ بيوم تَحلاقِ اللِّمَم، زعم الأصمعي أنها مصنوعة وأنه أدرك قائلها، وأثبتها أبو عبيدة والمفضل وغيرهما، وصلة البيت قبله:
أجدرُ الناسِ برأسٍ صِلدِمٍ | حازمِ الأمرِ شُجاع في الوَغَمْ |
نبهٌ: مرتفع الذكر. الخِضَمّ: السيد المعطاء. يعني بهذا الوصف الحارث بن هُمام بن مُرّة لأنه كان رئيس بني بكر يومئذٍ.
(٤) هي مَيَّة بنت ضِرار بن عمرو بن مالك بن زيد، من بني ضَبّة. اشتهرت بشعرها في رثاء أخيها قَبِيصَة بن ضِرار أحد فرسان ضَبَّة، وكان قد شهد الكُلابَ الثاني حين اجتمعت مَذِحج لقتال تميم، فهزمتهم تميم، وقتلوا قائدهم عبدَ يغوثَ بن صلاءة، وكان هذا الكلاب قبل الإسلام بقليل. وقتل قبِيصة ضَمْرةُ بن لَبيد الكاهن. انظر الأغاني ١٦: ٢٥٥ - ٢٥٨. وقد وهم الزركلي في الأعلام ٧: ٣٤٢ - وتبعه مؤلف شاعرات العرب: ٣٩٨ - فقال: ورد اسمها في جمهرة أنساب العرب: ٢٠٣ "أمية". قلت: لم يذكر ابن حزم في الجمهرة إلا أبناء ضرار، ومنهم أمية بن ضرار.