ولَقَدْ أَرانا يَا سُمَيَّ بِحَائلٍ نَرعَى الْقَرِيَّ فَكَامِساً فَالْأَصْفَرَا
فَالْجِزْعَ بَينَ ضُبَاعَةٍ فَرُصَافَةٍ فَعُوَارِضٍ حُوَّ الْبَسَابِسِ مُقْفِرَا
لاَ أرضَ أكثرُ مِنْكِ بَيْضَ نَعامَةٍ وَمَذَانِباً تَنْدَى ورَوْضاً أخْضرَا
وَمُغَبَّباً يَحْمِي الصِّوَارَ كأنَّه مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إذَا ما بَرْبَرَا
إذْ لاَ تَخافُ حُدُوجُنا قَذَفَ النَّوى قَبْلَ الْفَسَادِ إقامةً وَتَدَيُّرَا (١)
أي حين كانت هذه الأمكنة معشبة (٢)، فلم نكن نحتاج إلى التفرقِ عن بلادنا، وذلك قبل زمن الفساد. (في هذه الأبيات شواهد أخر: "ولقد أرانا" أي كنّا أرانا (٣). "لا أرض أكثر منك" فيه
(١) الأبيات في شرح المروزقي: ٥٩٢ - ٥٩٣ والتبريزي ٢: ٧٤ والأبيات الثلاثة الأولى في البلدان ٤٣٢: ٤، والبيت الأول وحده في البلدان ٣٣٩: ٤ واللسان (كمس) والبيت الثاني وحده في البلدان ٣: ٤٥١، والبيت الرابع وحده في المقاييس ٢٠٢: ٤ واللسان (عين) والبيتان الأول والثاني في البكري ١: ١٦٣.
حائل: وادٍ في جبلي طيئ بالقرب من أجَأ، وهي اليوم من المدن المشهورة بالمملكة العربية السعودية. القري: وادٍ. كَامِسٌ والأصفر: جبلان.
الجِزْع: منقطع الوادي. ضُبَاعة، ورُصَافة، وعُوَارِضٌ: كلها جبال في بلاد طيئ. حُوّ: رواية البلدان (٤: ٤٣٢): "أحوى البسابس". ورواية المرزوقي والبلدان ٣: ٤٥١: "جَوَّ". والبَسَابِسُ: جمع البَسْبَسِ: الأرض الخالية الواسعة.
بيضَ نَعامةٍ: قال المرزوقي: خص النعامة لأنها لا تبيض إلا في الأرض الخصبة حيث يتوفر الكلأ والماء. المذانب: مسايل المياه.
مغَبّباً: ثوراَّ لَه غَبَبٌ، وهو ما تغضَّن من جِلد مَنبت العُثنون الأسفل. ورواية المرزوقي: "مُعَيَّناً". الصِّوار: القطيع، قَطِمٌ: هائج صوول. مُتَخَمِّطٌ: متكبر غضبان له سَورة وجَلبَة. بَرْبَرَ: صَوَّت.
نوىً قُذُف: بعيدة. حرب الفساد: بين جديلة وثُعَل من قبائل طيئ والتديّر: نزول الدور.
(٢) في الأصل: "كان - معشبا" وهو من سبق القلم. والتصحيح من المطبوعة.
(٣) "قد يفعل" بمعنى "قد كان يفعل" من الأساليب الشائعة في كلام العرب. وشواهده أكثر من أن تحصى. وقد نبّه المؤلف رحمه الله على هذا الأسلوب مراراً في كتبه. انظر أساليب القرآن: ٢٧ وتفسير سورة الفيل للمؤلف: ٣١. وإليكم أمثلة معدودة مما أشار =


الصفحة التالية
Icon