ويظهر أن هذه القصة لها أصل، ولكن أكثر المسائل المذكورة فيها مصنوعة.
ويرى بعض الباحثين أن الكتب المنسوبة إلى ابن عباس رضي الله عنهما كان بعضها -على الأقل- من تأليفه هو (١)، بينما يرجح آخرون أنها من تدوين الرواة (٢)، على غرار ما صنعه السيوطي، إذ استخرج أقوال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير مفردات القرآن مما روي عن طريق علي بن أبي طلحة (١٢٠ هـ) فجمعها في فصل مفرد (٣). وأياً كان الأمر، فلا شك أن مرويات ابن عباس رضي الله عنهما هي التي مهدت للتدوين في علم غريب القرآن، في وقت مبكر، وهيأت المادة الأولى لكل من ألّف فيه.
وإذا رجعنا إلى المصادر للبحث عن أول من ألف في غريب القرآن طالعنا بعضها بثلاثة أسماء من طبقة واحدة وهي:
- أبو سعيد أبان بن تغلب البكري (ت ١٤١ هـ).
- محمد بن السائب الكلبي (ت ١٤٦ هـ).
- أبو روق عطية بن الحارث الهمداني.
وقد جاء ذكرهم في ترجمة أبان عند ياقوت إذ قال: "صنف كتاب الغريب في القرآن، وذكر شواهده من الشعر. فجاء فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي، فجمع من كتاب أبان ومحمد بن السائب وأبي روق عطية بن
(١) تاريخ التراث العربي ٢٤: ٨.
(٢) المعجم العربي: ١٣.
(٣) الإتقان في علوم القرآن ٢: ٦ - ٥٤.