مسودته لم تتضمن منها إلا سبع كلمات، وهي: الآلاء، والحبك، والحكمة، والذكر، والزكاة، والعرش، والطوفان. فإذا حذفناها من الفهرس وأضفنا الباقي وهي ٣٧ كلمة إلى محتوى المسودة بلغ عددها ٨١ كلمة.
وقد عثرنا في كراستين بخط المؤلف على تفسير تسع كلمات إحداها وهي (الولد والابن) من الفهرس المذكور، وأحال في ثلاث كلمات -كما سبق- على كتاب المفردات، وفسر في كتاب الطارق والبارق معنى (ذكر الله) وصرح بأن ذلك "من كتاب المفردات"، كما فسر فيه ألفاظاً أخرى توافق مقاصد الكتاب، فالأغلب أنها منه ولو لم يصرح فيها بذلك.
وهناك عدد ملحوظ من المفردات فسرها في أجزاء تفسيره، وناقش أئمة اللغة في تأصيلها أو تفصيل وجوهها، أو بيان تطور معانيها، ومنها: الأبّ، والأبتر، والتين، وسفرة، وصرة، والمنّ، والسلوى، والنصارى، وهادوا، والتكذيب، وغيرها. وبعضها بلا شك كان من الألفاظ التي توخى معالجتها في كتاب المفردات، نحو كلمة (الأبّ) التي أشار إليها في مقدمة الكتاب. فإذا أضيف مثل هذه الألفاظ إلى الفهرس بلغ مجموعها مائة كلمة أو تزيد.
هذا وقد فسر المؤلف ثماني كلمات من الفهرس الوارد في أول المسودة في مؤلفاته الأخرى وهي: الإنجيل، والتقوى، والصحف، والصلاة، والصوم، والغيب، والمحكم والمتشابه، والتأويل. أما بقية ألفاظ الفهرس المذكور فلم أجد للمؤلف كلاماً مفصلاً عليها، وإن أشار إلى بعضها في مؤلفاته.
ثالثاً: تفسير الألفاظ:
أما الشواهد على أن المؤلف لم يستوعب الكلام في تفسير كثير من المفردات ولا أعاد النظر فيما سوده من فصول، فهي كثيرة مستفيضة. ومنها:
١ - في تفسير كلمة (الآل) -وهي أول كلمة في الكتاب- ورد في المسودة نصان مستقلان يظهر أن المؤلف كتبهما في زمنين مختلفين، ثم وضعهما في المسودة ليؤلف منهما نصّاً واحداً عند التبييض.