وربما (٣) ترى أن الخطأ في معنى كلمة واحدة يصرف عن تأويل السورة بأسرها. فيتوجه المرء إلى سَمت (١)، كلّما مَرَّ فيه بَعُدَ عن الفهم مثلَ لفظ القسم وأدواته (٢). فلو علموا معناه تبيّن لهم تأويلُ أكثر السور التي فيها القسم. فمن لم يتبين له معنى الكلمة وحدودُها لم يتمثل له شكلُه، ولا اتضح مفهومُه. مثلاً كلمة "موارد" في بيت (٣)
(١) أي نحوٍ ومذهبٍ.
(٢) انظر في القسم وأدواته ومقاصده كتاب المؤلف "إمعان في أقسام القرآن". وانظر تفسيره لبعض السور التي افتتحت بالقسم نحو سورة الذاريات والمرسلات والقيامة والشمس والتين والعصر، وكلها مطبوعة.
(٣) وهو كما في المطبوعة بعد "طرفة":
والبيت من معلقته في ديوانه بشرح الأعلم: ٢٠ وشرح المعلقات لابن الأنباري: ١٧٠ والتبريزي: ١١٣ والزوزني: ٤٥.
العلوب: الآثار، والنسع: ما يشدّ به الرحال من السيور. دأياتها: ضلوعها. القردد: الأرض الغليظة المرتفعة. واختلفوا في شرح البيت، ونقل التبريزي ثلاثة أقوال: أولها أن هذه العلوب في صدرها -أي الناقة- مثل آثار الموارد في الصخرة والموارد هي طرق الورّاد. وهو قول ابن الأنباري. وقيل: معنى البيت أن النسوع لا تؤثر في هذه الناقة إلا كما تؤثر الموارد في الصخرة الملساء. وهذا قول النحاس. وقيل: أراد بالموارد مواضعَ مرّ الحبال على حرف البئر المطوية حتى تؤثر فيها أثراً ليس بالمبالَغ، فكذلك آثار النسوع في جنب هذه الناقة، ليس بالمبالغ لصلابة جلدها. ونقله ابن الأنباري عن أحمد بن عبيد. وقال الزوزني: المورد هو الماء الذي يورَد، وشبّه آثار النسع بالنقر التي فيها الماء في بياضها، وجعل جنجيها صلبين كالصخرة الملساء، وجعل خلقها في الشدة والصلابة كالأرض الغليظة.
وقال الشيخ فيض الحسن السَّهارَنفوري -وهو من شيوخ المؤلف رحمه الله- في كتابه "رياض الفيض" (وهو شرح المعلقات باللغات الثلاث: العربية والفارسية والأردية): الموارد جمع مورد، وهو النهر الصغير الذي يرده الناس والدوابّ. والخلقاء: الحجر الأملس الأبيض. يقول: "كأنّ آثار النسع الذي يشدّ به الرحل عليها في مواضع مختلفة من فقار ظهرها المرتفع أنهار صغار من الحجر الأملس الأبيض على وجه أرض غليظة مرتفعة. (رياض الفيض، نسخة الفراهي بخط المؤلف ص ٦٧) وقد حرصت على إثبات هذا القول هنا لأني لم أجد في آثار المؤلف رحمه الله تفسيراً لهذا البيت، ثم رأيته يعلّق =
(٢) انظر في القسم وأدواته ومقاصده كتاب المؤلف "إمعان في أقسام القرآن". وانظر تفسيره لبعض السور التي افتتحت بالقسم نحو سورة الذاريات والمرسلات والقيامة والشمس والتين والعصر، وكلها مطبوعة.
(٣) وهو كما في المطبوعة بعد "طرفة":
كأنَّ عُلوبَ النِّسْعِ في دَأَياتِها | مواردُ مِن خَلقاءَ في ظَهر قَردَدِ |
العلوب: الآثار، والنسع: ما يشدّ به الرحال من السيور. دأياتها: ضلوعها. القردد: الأرض الغليظة المرتفعة. واختلفوا في شرح البيت، ونقل التبريزي ثلاثة أقوال: أولها أن هذه العلوب في صدرها -أي الناقة- مثل آثار الموارد في الصخرة والموارد هي طرق الورّاد. وهو قول ابن الأنباري. وقيل: معنى البيت أن النسوع لا تؤثر في هذه الناقة إلا كما تؤثر الموارد في الصخرة الملساء. وهذا قول النحاس. وقيل: أراد بالموارد مواضعَ مرّ الحبال على حرف البئر المطوية حتى تؤثر فيها أثراً ليس بالمبالَغ، فكذلك آثار النسوع في جنب هذه الناقة، ليس بالمبالغ لصلابة جلدها. ونقله ابن الأنباري عن أحمد بن عبيد. وقال الزوزني: المورد هو الماء الذي يورَد، وشبّه آثار النسع بالنقر التي فيها الماء في بياضها، وجعل جنجيها صلبين كالصخرة الملساء، وجعل خلقها في الشدة والصلابة كالأرض الغليظة.
وقال الشيخ فيض الحسن السَّهارَنفوري -وهو من شيوخ المؤلف رحمه الله- في كتابه "رياض الفيض" (وهو شرح المعلقات باللغات الثلاث: العربية والفارسية والأردية): الموارد جمع مورد، وهو النهر الصغير الذي يرده الناس والدوابّ. والخلقاء: الحجر الأملس الأبيض. يقول: "كأنّ آثار النسع الذي يشدّ به الرحل عليها في مواضع مختلفة من فقار ظهرها المرتفع أنهار صغار من الحجر الأملس الأبيض على وجه أرض غليظة مرتفعة. (رياض الفيض، نسخة الفراهي بخط المؤلف ص ٦٧) وقد حرصت على إثبات هذا القول هنا لأني لم أجد في آثار المؤلف رحمه الله تفسيراً لهذا البيت، ثم رأيته يعلّق =