[وأما الحروف التي كُتب بعضُها على خلاف بعضٍ في المصحف] (١)، وهي في الأصل واحدٌ:
فأول ذلك: ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ كُتبت بحذفِ الألف التي قبل السين، وكُتبت: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ (١)﴾ [العلق: ١]، و ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)﴾ [الأعلى: ١]، و ﴿بِئْسَ الِاسْمُ (١١)﴾ [الحجرات: ١١].
و ﴿مِنْهُ اسْمُهُ (٤٥)﴾ [آل عمران: ٤٥] بالألف، والأصلُ في ذلك كلِّه واحدٌ، وهو: أن يُكتب بالألف، وإنما حُذفت من ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ فقط؛ لأنها ألفُ وصلٍ ساقطةٌ من اللفظ، كَثُرَ استعمالُ الناس إياها في صدور الكتب، وفواتحِ السُّوَر، وعندَ كلِّ فعل يُبتدأ فيه من مأكلٍ أو مشربٍ أو ملبسٍ أو غيرِ ذلك، فأَمِنوا أن يجهلَ القارئ معناها، فحذفوها إيجازًا، ولو كُتبت: باسمِ اللهِ، بالألف، لكانَ صوابًا؛ لأنهم لم يحذفوا ألفها لعلَّة موجبةٍ لحذفها، بل تخفيفًا.
ومما كتب: في سورة يوسف: ﴿لَدَا الْبَابِ (٢٥)﴾ [يوسف: ٢٥] بالألف، وفي الطول: ﴿لَدَى الْحَنَاجِرِ (١٨)﴾ [غافر: ١٨] بالياء، وفي مصحف الشام في سورة البقرة [٢٢١]: ﴿وَلَا أَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ﴾ بزيادة ألف، وكتب ﴿أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ﴾ في [النور: ٣١] ﴿يَاأَيُّهَ السَّاحِرُ (٤٩)﴾ [الزخرف: ٤٩]، و ﴿أَيُّهَ الثَّقَلَانِ (٣١)﴾ في [الرحمن: ٣١]؛ بغير ألف، وما سواها: ﴿ياأيها﴾ و ﴿ياأيتها﴾ بالألف.
ومن غرائب الهجاء ونوادره: ما كتب في الفرقان: ﴿وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا (٢١)﴾ [الفرقان: ٢١] بغير ألف، وفي سبأ: ﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا (٥)﴾ [سبأ: ٥] بغير ألف أيضًا، وفي الحشر: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ (٩)﴾ [الحشر: ٩] بواوين من غير ألف، وفي آخر