الّتي تريدُ أن تُجْدِبَ فترتحلَ منها إلى ما قد خَصُبَت؟ فأُمر - ﷺ - بالاعترافِ بأنّه عبدٌ محكومٌ عليهِ بما نزلَ جوابًا عن قول المشركين، وهو:
﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ﴾ (١) أي: لا أقدرُ.
﴿لِنَفْسِي نَفْعًا﴾ أي: جلبَ نفعٍ.
﴿وَلَا ضَرًّا﴾ أي: دفعَ ضرٍّ.
﴿إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ﴾ أن يوصلَه إليَّ من الضرِّ والنفعِ؛ فإني أملكُه؛ لاختصاصِه بي.
﴿وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾ أي: لو كنتُ أعلمُ الخصبَ والجدبَ.
﴿لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ﴾ أي: المالِ لسنةِ القحطِ.
﴿وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾ أي: الضرُّ والفقرُ.
﴿إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ﴾ للكافرينَ بالنارِ.
﴿وَبَشِيرٌ﴾ بالجنةِ.
﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ يصدِّقون. واختلافُ القراء في الهمزتين من (السُّوءُ إِنْ) كاختلافِهم فيهما من (يَشَاءُ إِلى) في سورةِ البقرةِ، وقرأ أبو جعفرٍ، وقالونُ عن نافعٍ بخلافٍ عنه: (أَنَا إِلَّا) بالمدِّ حيثُ وقعَ (٢).
* * *

(١) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: ١٢٧ - ١٢٨).
(٢) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٢٣١، ٢٧٣)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٢٣٤)، و"معجم القراءات القرآنية" (٢/ ٤٢٧).


الصفحة التالية
Icon