﴿إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ بما يزين له من الباطل، والهاء في (عليه)، وفي (فأنه) للشيطان، وفي (يضله) لمتوليه، وفي معنى قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْهِ﴾ الآية من الأمثال الدائرة على ألسن الناس: من أعان ظالمًا، سُلِّط عليه.
...
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٥)﴾ [الحج: ٥].
[٥] ثم ألزم الحجة على منكري البعث فقال:
﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ﴾ شك ﴿مِنَ الْبَعْثِ﴾ أي: إن ارتبتم في البعث، فاستدلوا على صحته ببدء خلقكم.
﴿فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾ يعني: أصلكم آدم ﴿ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ﴾ مَنِيّ، خلقتم أنتم منها ﴿ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ﴾ دم جامد ﴿ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ﴾ لحمة صغيرة قدر ما تمضغ، وذلك أن النطفة تصير دمًا غليظًا، ثم تصير لحمًا.
﴿مُخَلَّقَةٍ﴾ مصورة تامة الخلق.
﴿وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾ النطفة قبل أن تصور، وهي ما تمجه الأرحام، وما يعني السقط ﴿لِنُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ قدرتنا على البعث.
﴿وَنُقِرُّ﴾ نثبتُ ﴿فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ﴾ ثبوتَه.


الصفحة التالية
Icon