﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (١٣)﴾.
[١٣] ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ﴾ أوزار أعمالهم التي عملوها.
﴿وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ هي أثقال الذين أضلوهم.
﴿وَلَيُسْأَلُنَّ﴾ سؤال توبيخ.
﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ على الله من الكذب.
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (١٤)﴾.
[١٤] ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ﴾ بقي ﴿فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا﴾ ينذرهم فلا يلتفتون إليه، وفسر العدد بسنة، ثم بعام؛ استثقالًا لتكرير لفظ واحد بلا فائدة، ولما جاء بقصة نوح تهويلًا لما جرى عليه من قومه، ذكر الألف أولًا؛ ليكون أفخم في أذن السامع، ثم أخرج منها الخمسين؛ إيضاحًا لمجموع العدد.
وقد وقع في كلام المؤرخين أن نوحًا عاش العدد المذكور فقط، وظاهر الآية الشريفة يخالفه؛ لأنه يدل على أنه لبث العدد المذكور في قومه بعد إرساله إليهم ينذرهم، وأن الطوفان وقع بعد ذلك، وقد روي أنه عاش ألفًا وأربع مئة وخمسين سنة، وهو يوافق الآية الشريفة؛ لأن ظاهرها يدل على أنه عاش أكثر مما ذكره المؤرخون، وتقدم ذكر نسبه وتاريخ مولده ومحل قبره في سورة آل عمران عند تفسير قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا﴾