﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (٣٣)﴾.
[٣٣] ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ قرأ نافع، وأبو جعفر، وعاصم: (وَقَرْنَ) بفتح القاف من القرار؛ أي: الزمْنَ بيوتَكن، وقرأ الباقون: بالكسر؛ من الوقار؛ أي: كُنَّ أهلَ وقار وسكون، قرأ أبو جعفر، وأبو عمرو، ويعقوب، وورش، وحفص بُيُوتَكُنَّ: بضم الباء، والباقون: بكسرها (١).
﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ﴾ تُبْرِزْنَ محاسنكن للرجال ﴿تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ الذين كانوا بين آدم ونوح، والأخرى: بين عيسى ومحمد - ﷺ -، وقيل غير ذلك. قرأ البزي عن ابن كثير: (وَلاَ تَّبَرَّجْنَ) بتشديد التاء (٢).
﴿وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾ في أمره ونهيه.
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ﴾ الإثم ﴿أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ نصب نداء، والمراد: زوجات النبي - ﷺ -، وقال: (عَنْكُمْ)، ولم يقل: عنكن؛ لأنه - ﷺ - كان بينهن، فغُلِّبَ.
﴿وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ من الرجس.
وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: "في بيتي أُنزلت: {إِنَّمَا يُرِيدُ

(١) انظر: "التيسير" للداني (ص: ١٧٩)، و "تفسير البغوي" (٣/ ٥٦٠)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٤٨)، و "معجم القراءات القرآنية" (٥/ ١٢٤).
(٢) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: ٣٥٥)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ١٢٤).


الصفحة التالية
Icon