(مَسْكَنِهِمْ) بإسكان السين وفتح الكاف بغير ألف على التوحيد، وهو اسم جنس يراد به الجمع، والكسائي، وخلف: كذلك، غير أنهما يكسران الكاف؛ أي: في موضع سكناهم، والباقون: بفتح السين وألف بعدها وكسر الكاف على الجمع (١)؛ لأن كل واحد له مسكن، وكانت مساكنهم بمأرب من اليمن.
﴿آيَةٌ﴾ اسم كان؛ أي: علامة دالة على قدرة الله تعالى ﴿جَنَّتَانِ﴾ بدل من آية؛ أي: بستانان ﴿عَنْ يَمِينٍ﴾ من بلدهم ﴿وَشِمَالٍ﴾ منه، والمراد: جماعتان من البساتين بها أشجار كثيرة، وثمار طيبة، فقيل لهم:
﴿كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ﴾ الذي رزقكم ﴿وَاشْكُرُوا لَهُ﴾ على ما رزقكم من النعمة؛ أي: اعملوا بطاعته.
﴿بَلْدَةٌ﴾ استئناف للدلالة على موجب الشكر؛ أي: هذه البلدة التي فيها رزقكم بلدة ﴿طَيِّبَةٌ﴾ وطيبتها أنها لم يكن بها بعوض ولا ذباب ولا برغوث ولا عقرب ولا حية، وكان يمر بها الغريب فيموت قمله؛ لطيب الهواء.
﴿وَرَبٌّ﴾ أي: وربكم الذي رزقكم وطلب شكركم ربٌّ ﴿غَفُورٌ﴾ للذنوب مع الإيمان به، وهذا من قول الأنبياء لهم. وقرأ رويس عن يعقوب: (بَلْدَةً طَيِّبَة وَرَبًّا غَفُورًا) بالنصب في الكل على المدح (٢).
(٢) انظر: "القراءات الشاذة" لابن خالويه (ص: ١٢١)، و"إملاء ما كان به الرحمن" للعكبري (٢/ ١٠٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٥/ ١٥٢).