الأولى، ويسهلون الثّانية بين الهمزة والألف، وهم على أصولهم، فورش اختلف عنه في إبدالها ألفًا خالصة، وتسهيلها بين بين، وأبو عمرو، وأبو جعفر، وقالون: يفصلون بين الهمزتين بألف، واختلف عن هشام في تسهيلها وتحقيقها وإدخال الألف بينهما مع تحقيقهما، وروي عن ابن ذكوان وحفص: إدخال الألف بين الهمزتين مع تحقيقهما (١) ﴿قُلْ هُوَ﴾ أي: القرآن.
﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى﴾ من الضلالة.
﴿وَشِفَاءٌ﴾ لما في القلوب من الشكوك.
﴿وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ هو (٢) ﴿فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ﴾ صمم.
﴿وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى﴾ وذلك لتصامِّهم عند سماعه، وتعاميهم عما يرون من آياته، ولما كانوا لا يعون ما يسمعون من القرآن، قال:
﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ تمثيل لهم في عدم قبولهم واستماعهم له بمن يُنادَى من بعد، لم يسمع، ولم يفهم.
* * *
﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (٤٥)﴾.
[٤٥] ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ﴾ كما اختُلف في القرآن، فصدقه قوم، وكذبه آخرون.

(١) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٧٦ - ٥٧٧)، و"التيسير" للداني (ص: ١٩٣)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (٢/ ٣٦٦)، و"معجم القراءات القرآنية" (٦/ ٧٥ - ٧٦).
(٢) "هو" زيادة من "ت".


الصفحة التالية
Icon