قال الله تعالى: ﴿مَا لَهُمْ بِذَلِكَ﴾ المقول ﴿مِنْ عِلْمٍ﴾ لأنهم لو قالوا: لو شاء الرحمن، معتقدين ذلك، لوصفوا بالعلم، ولمدحوا على ذلك، وأيضًا فحال الكافر يقتضي الاستهزاء بالمؤمن في كل وقته، ويدل على استهزائهم أيضًا أن قيل: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ﴾ يكذبون.
...
﴿أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (٢١)﴾.
[٢١] ثم زادهم توبيخًا فقال: ﴿أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ﴾ من قبل القرآن بأن يعبدوا غير الله ﴿فَهُمْ بِهِ﴾ بالكتاب (١) ﴿مُسْتَمْسِكُونَ﴾.
...
﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢)﴾.
[٢٢] فلم يجيبوا انقطاعًا، ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ﴾ طريقة وملة.
﴿وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾ جعلوا أنفسهم باتباع آبائهم مهتدين، فلا حجة لهم على ذلك غير تقليد آبائهم الجهلة.
...
﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (٢٣)﴾.
[٢٣] ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا﴾ أغنياؤها ورؤساؤها:

(١) "بالكتاب" زيادة من "ت".


الصفحة التالية
Icon