واتفق الأئمة على أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، واختلفوا في أكثر مدته، فقال أبو حنيفة: سنتان، والمشهور عن مالك: خمس سنين، وروي عنه: أربع، وسبع، وعند الشّافعيّ وأحمد: أربع سنين، وغالبها: تسعة أشهر، وتقدم نظير ذلك في سورة الرعد.
﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ وهو كمال قوته وعقله ورأيه، أقله ثلاث وثلاثون سنة، وأكثره أربعون سنة.
﴿وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ نزلت في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-[وأبيه أبي قحافةَ عثمانَ بن عمرو، وأُمِّه أم الخير بنتِ صخر بن عمر (١).
وقال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-] (٢): الآية في أبي بكر، أسلم أبواه جميعًا، ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أبواه غيره، أوصاه الله بهما، ولزم ذلك من بعده (٣)، وكان أبو بكر -رضي الله عنه- صحب النّبيّ - ﷺ - وهو ابن ثماني عشرة سنة، والنبي - ﷺ - ابن عشرين سنة في تجارة إلى الشّام، فلما بلغ أربعين سنة، ونبُئ النّبيّ - ﷺ -، آمن به، ثمّ دعا ربه، و ﴿قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي﴾ ألهمني. قرأ ورش عن نافع، والبزي عن ابن كثير: (أَوْزِعْنِيَ) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها (٤).
(٢) ما بين معكوفتين زيادة من "ت".
(٣) انظر: "تفسير البغوي" (٤/ ١٣٧)، و"تفسير القرطبي" (١٦/ ١٩٤).
(٤) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: ٥٩٦ - ٥٩٧)، و"التيسير" للداني =