وكون الواو بمعنى ﴿مع﴾ غير متبادر إلى الذهن، وقطع ﴿ما أنتم عليه بفاتنين﴾ عن ﴿إنكم وما تعبدون﴾ ليس بجيد، لأن اتصاله به هو السابق إلى الفهم مع صحة المعنى، فلا ينبغي العدول عنه. البحر ٧: ٣٧٨.
وفي الكشاف ٤: ٦٥: «يجوز أن تكون الواو بمعنى مع مثلها في قولهم: كل رجل وضيعته. فكما جاز السكوت على (كل رجال وضيعته) جاز أن يسكت على قوله: ﴿فإنكم وما تعبدون﴾ والمعنى:
فإنكم مع آلهتكم، أي فإنكم قرناؤهم وأصحابهم لا تبرحون تعبدونها».
وفي العكبري ٢: ١٠٨: «﴿وما تعبدون﴾ الواو عاطفة، ويضعف أن تكون بمعنى (مع) إذ لا فعل هنا».
٣ - إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم [٤: ١٧١]
﴿ألقاها﴾ في موضع الحال، وقد معه مقدرة. وفي العامل ثلاثة أوجه:
أحدهما: معنى كلمته، فكأنه قال: ومنشؤه ومبتدعه.
الثاني: أن يكون التقدير: إذ كان، فإذا ظرف للكلمة، و (كان) تامة، و ﴿ألقاها﴾ حال من فاعل (كان). وهو مثل قولهم: ضربي زيدًا قائمًا. العكبري ١: ١١٥.
٤ - ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة [١٢: ٨]
قرئ ﴿عصبة﴾ بالنصب، فالخبر محذوف، أي نجتمع وهو العامل في الحال (عصبة) نظير قول الفرزدق: حكمك مسمطًا. البحر ٥: ٢٨٣.
٥ - أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة... [١١: ١٧]
حذف المعدل الذي دخلت عليه الهمزة، والتقدير: كمن يريد الحياة الدنيا، وكثيرًا ما حف في القرآن كقوله تعالى: ﴿أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا﴾،