﴿أمم ممن معك﴾: فيها ثمان ميمات متواليات. الأصل: أمم من من معك. قلب تنوين ﴿أمم﴾ ميما، فهذه ثلاثة ميمات، ثم قلبت نون ﴿من﴾ ميما، فهذه خمسة ميمات، ثم قلبت نون ﴿من﴾ ميما، فهذه سبع ميمات، والميم الثامنة ميم ﴿معك﴾.
قلب النون ميما واجتماع هذه الميمات متفق عليه من جميع القراء، قراء المتواتر والشواذ، لم يقرأ أحد بغير ذلك.
لم يعرض أحد من المفسرين لتعليل اجتماع هذه الميمات، وإنما الذي عرض له حواشي مغني اللبيب: الشمني والأمير:
في الشمني ٢: ٦٨: «قال ابن المنير: وهذا من الغريب أن تتكرر أمثال، ولا يفطن لذلك، ولا يحس اللسان منه بثقل، ولا السمع بنبو».
في حاشية الأمير ٢: ٢٢٢: «وعدم مج السمع لمثل هذا من العجائب المختصة بالقرآن».
لابن المنير حاشية على الكشاف، وليس فيها هذا الحديث، فالنقل عن ابن المنير من كتاب آخر له غير هذه الحاشية.
القرآن الكريم معجز بنظم أسلوبه، وبجرس ألفاظه، وأصوات كلماته.
أما بلاغة النظم في القرآن فيتعرفها أصحاب السليقة العربية، كما تعرفها الوليد بن المغيرة المخزومي: فقد روى أن الوليد قال لبني مخزوم: والله لقد سمعت من محمد آنفًا كلامًا ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن.
إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يعلى عليه. الكشاف ٤: ٤٦٩.
أما إعجاز جرس ألفاظه، وأصوات كلماته فيحس بها من له أذن موسيقية، ولو