ما يَنْظُرُونَ أي ما ينتظرون إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً قال النسفي: هي النفخة الأولى تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ قال النسفي: والمعنى: تأخذهم وبعضهم يخصم بعضا في معاملاتهم
فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً أي أن يوصوا في شئ من أمورهم وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ أي ولا يقدرون على الرجوع إلى منازلهم.
ويرى ابن كثير أن هذه هي نفخة الفزع، ثم تكون نفخة الصعق، ثم تكون نفخة البعث
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ قال النسفي: هي النفخة الثانية. وقال ابن كثير: هذه النفخة الثالثة وهي نفخة البعث والنشور للقيام من الأجداث والقبور فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ أي القبور إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ أي يعدون، قال ابن كثير:
والنّسلان: هو المشي السريع
قالُوا أي الكفار يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا أي من أنشرنا مِنْ مَرْقَدِنا أي مضجعنا. قال ابن كثير: (وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم، لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرّقاد. قال أبيّ بن كعب رضي الله عنه، ومجاهد والحسن وقتادة: ينامون نومة قبل البعث. قال قتادة: وذلك بين النفختين فلذلك يقولون مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا فإذا قالوا ذلك أجابهم المؤمنون، قاله غير واحد من السلف) هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ. قال ابن كثير:
(وقال الحسن إنما يجيبهم بذلك الملائكة ولا منافاة إذ الجمع ممكن والله سبحانه وتعالى أعلم. وقال عبد الرحمن بن زيد:

الجميع من قول الكفار نقله ابن جرير واختار الأول وهو أصح).
كلمة في السياق:
في قوله تعالى: هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ما يشير إلى أن السياق الرئيسي للسورة يصب في موضوع تصديق الرسل، وقد ذكرنا أن محور السورة هو قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.
...
إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً قال النسفي: النفخة الأخيرة فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ للحساب.


الصفحة التالية
Icon