فمنها وجوهٌ مرجِّحَةٌ من قِبَلِ الإسناد، ووجوه مُرَجِّحَةٌ من قبلِ المتنِ.
فالذي من قبلِ الإسنادِ (١): مثل أنْ يكونَ أحدُ الراويَينِ صغيراً، والآخرُ كبيرًا، فتقدَّمُ (٢) روايةُ الكبيرِ؛ لأنَّه أضبطُ، أو يكون أحدُ الراويينِ أفقَهَ أو أقربَ إلى رسول الله -صَلَّى الله عليه وسلم -، أو يكونَ مباشِراً للقصةِ، أو تتعَلَّقُ (٣) القصةُ به، أو يكونَ أكثرَ صحبةً، أو يكونَ أحسنَ سياقاً للحديثِ، أو يكونَ متقدِّمَ (٤) الإسلام، أو يكون أورعَ وأشدَّ احتياطًا، أو يكونَ من أهل المدينةِ، أو لم يضطربْ لفظُه، و (٥) لم تختلفِ الروايةُ عنه، مع كونِ مقابِلِهِ ليس من أهلِ المدينة، و (٦) اضطربَ لفظُه، أو اختلفتِ الروايةُ عنه. والأصحُّ: أن كثرةَ الرواةِ موجِبٌ للترجيح، بخلافِ الشهادةِ، خلافًا لبعض الشَّافعية (٧).

(١) إن وجوه الترجيح من حيث الإسناد كثيرة متشعبة، تنظر في: "البرهان" للجويني (٢/ ١١٧٦)، و "المحصول" للرازي (٥/ ٤١٤)، و "شرح مختصر الروضة" للطوفي (٣/ ٦٩٠)، و "البحر المحيط" للزركشي (٦/ ١٥٠)، و "التّقييد والإيضاح" للعراقي (٢/ ٨٤٦)، و "الاستعداد لرتبة الاجتهاد" للمؤلف (٢/ ١١٠٠)، و "تدريب الراوي" للسيوطي (٢/ ١٩٨)، و "إرشاد الفحول" للشوكاني (ص: ٢٧٦).
(٢) في "ب": "فقدم".
(٣) في "أ": "تعلق".
(٤) في "ب": "متأخر".
(٥) في "ب": "أو".
(٦) في "ب": "أو".
(٧) الترجيح بكثرة الرواة، قال به جمهور العلماء، خلافًا لبعض المعتزلة، وبعض الشافعية، وخلافاً للحنفية.
انظر: "اللمع" للشيرازي (ص: ١٧٤)، و"البرهان" للجويني (٢/ ١١٦٢)، و "المحصول" للرازي (٥/ ٤٠١)، و "نهاية السول" للإسنوي (٢/ ٩٨٣)، و "البحر المحيط" للزركشي (٦/ ١٥٠)، و "الاستعداد لرتبة الاجتهاد" للمؤلف (٢/ ١١٠٥).


الصفحة التالية
Icon