عنهما-: خرجَ نفرٌ من أصحاب رسولِ الله - ﷺ - في سَفَر قَبْلَ تحويلِ القِبْلَةِ إلى الكعبةِ، فأصابَ الناسَ ضبابٌ، وحضرتِ الصلاةُ، فتحرَّوا القبلةَ وصلَّوا، فلما ذهبَ الضبابُ، استبانَ لهم أنهم لم يُصيبوا، فلما قَدِموا، سألوا رسول الله - ﷺ - عن ذلك، فنزلت هذه الآية (١).
ورُوي نحوُه عن عامرِ بنِ ربيعةَ، ولكنَّه لم يقل: قَبْلَ تحويلِ الِقْبَلةِ، وذكر أن فيهم رسولَ الله - ﷺ - (٢)، ويُروى هذا القولُ عن النَّخَعِيِّ (٣)، لكنْ قالَ الترمذيُّ في حديث عامرِ بنِ ربيعةَ: ليس إسنادهُ بذلك القويِّ (٤)، لا نعرفهُ إلا من حديثِ أَشْعَثَ السَّمَّانِ، وأشعثُ بنُ سعيدٍ أبو الربيعِ يُضَعَّفُ في الحديث (٥).
وثبتَ في "صحيح مسلمٍ" عن ابنِ عمر -رضيَ اللهُ تعالى عنهما-: أنها نزلتْ في المسافِرِ يُصلي التطوُّعَ حيثما توجهتْ به راحلتُه (٦). قالَ البيهقيُّ: هذا أصحُّ ما رُويَ في نزول هذه الآية (٧).
(٢) رواه الترمذي (٣٤٥)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في الرجل يصلي لغير القبلة في الغيم، وابن ماجه (١٠٢٠)، كتاب: الصلاة، باب: من يصلي لغير القبلة وهو لا يعلم، والطيالسي في "مسنده" (١١٤٥)، وعبد بن حميد في "مسنده" (٣١٦)، والبزار في "مسنده" (٣٨١٢)، والدارقطني في "سننه" (١/ ٢٧٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ١١).
(٣) انظر: "تفسير الطبري" (١/ ٥٠٣). وقد ذهب إلى ذلك -أيضًا-: جابر بن عبد الله، وعطاء. انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (١/ ٢٦٦ - ٢٦٧).
(٤) في "ب": "بالقوي" بدل "بذلك القوي".
(٥) انظر: "سنن الترمذي" (٢/ ١٧٦).
(٦) رواه مسلم (٧٠٠)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت.
(٧) انظر: "السنن الكبرى" للبيهقي (٢/ ٤) وما بعدها.