كما خامَرَتْ في حِصْنِها أُمُّ عامرٍ | لدى الحَبْلِ حتى عالَ أوسٌ عيالَها (١) |
فتأويلُ الشافعىِّ من باب التعبير عن الشيء بسببه، فإنَّ من كثرَ عيالُه، كثر عَوْلُهُ، أي: نفقته.
وقد حكى هذه اللغةَ الكسائيُّ، وابنُ الأعرابى، وأبو عمرو الدُّوريُّ.
قال الكسائي: العربُ تقول: عالَ يعولُ، وأَعال يعيلُ، أي: كثر عيالُه.
وسئل الدوريُّ عن هذا، فقال: هو لغةُ حِمْيَرٍ، وأنشدَ: [البحر الوافر]
وإن الموتَ يأخُذُ كُلَّ حَيٍّ | بلا شَكٍّ وإنْ أمشى وعالا |
فإن قيل: سياقُ الخطابِ يمنعُ من هذا، أو يدلُّ على أن المرادَ الجَوْرُ؛ بدليل قوله: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾.
قلت: فللشافعيِّ أن يقول: فإن خفتم ألا تعدلوا في اكتسابكم، أو في ولايتِكُم أمرَ الأيتام إن وَلِيتُموهم.
(١) انظر "ديوانه": (بيت: ٥٦٠)، (ص: ٣٨٣).
(٢) العرقوب: عصبٌ غليظ فوق عقب الإنسان.
(٣) انظر أقاويل أهل اللغة التي ذكرها المؤلف وأقاويل غيرهم في معنى العول في الآية وفي اللغة: "تفسير الطبري" (٤/ ٢٣٩)، و "غريب الحديث" للخطابي (٢/ ١٣٨)، و "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ٣٢١)، و "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٣/ ١/ ٢١)، و"لسان العرب" (١١/ ٤٨٩)، و "القاموس" (١٣٤٠)، مادة (عال).
(٢) العرقوب: عصبٌ غليظ فوق عقب الإنسان.
(٣) انظر أقاويل أهل اللغة التي ذكرها المؤلف وأقاويل غيرهم في معنى العول في الآية وفي اللغة: "تفسير الطبري" (٤/ ٢٣٩)، و "غريب الحديث" للخطابي (٢/ ١٣٨)، و "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ٣٢١)، و "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (٣/ ١/ ٢١)، و"لسان العرب" (١١/ ٤٨٩)، و "القاموس" (١٣٤٠)، مادة (عال).