منه شيءٌ، ويقسمُ الخمسَ على أربعةِ أسهم.
وحُكِي هذا عن ابنِ عباسٍ -رضي الله تعالى عنهما (١) -.
والذي عليه أكثرُ العلماءِ: أنهُ للتقسيمِ، وأنه - ﷺ - يملكُ الخُمُسَ (٢)، فقد خصَّ اللهُ تعالى نبيَّه - ﷺ - بذلكَ، وإن لم يَخُضِ الوقيعةَ، ويخصّهُ بالصَّفِيِّ (٣) من المَغْنَمِ أيضاً، وقد اصطفى صفيَّة وذا الفقار (٤)، (٥).
واختلفوا في سَهْمِه، فقال قومٌ: يسقُطُ بموتهِ (٦) شَرَّفَهُ اللهُ تعالى بذلكَ، وأبطلَ به ما كانتِ العربُ في الجاهليةِ تَخُصُّ به رئيسَها، فكانوا يجعلونَ له الرُّبُعَ والصَّفِيَّ، ثم يتحكَّمُ بعدَ الصَّفِيِّ في أيِّ شي؛ أرادَ، ويجعلون له ما شذَّ من الغنيمةِ، وما فضلَ من مَتاعٍ، قال شاعرُهم (٧): [البحر الوافر]
لَكَ المِرْباعُ منها والصَّفايا * * *
وحَكْمُكَ والنشيطةُ والفُضول
(٢) انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (٤/ ٢٤٥)، و"أحكام القرآن" لابن العربي (٢/ ٤٠١).
(٣) الصَّفِي: ما يصطفيه الإمام من رأس الغنيمة فرساً أو أمةً أو عبداً أو بعيراً على حسب حال الغنيمة.
(٤) أي: صفية بنت حيي رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وذو الفقار: سيفه - ﷺ - الذي تنفله يوم بدر.
(٥) انظر: "مصنف ابن أبي شيبة" (٦/ ٥٠١)، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي (٣/ ٣٠٢).
(٦) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (٥/ ٨٣)، و"أحكام القرآن" لابن العربي (٢/ ٤٠٦)، و"المغني" لابن قدامة (٦/ ٣١٦).
(٧) هو عبد الله بن غنمة الضبّي، أحد شعراء المفضليات. انظر: "البيان والتبيين" للجاحظ (١/ ٣٨١)، و"خزانة الأدب" للبغدادي (٣/ ٥٨).