العاديات بعينها، ولهذا عطفها عليها بـ "الفاء" التي للتسبيب (١)، فإنَّها [ز/ ٢٧] عَدَتْ فأَوْرَتْ.
وقال قتادة: "الموريات" هي الخيلُ؛ تُورِي نارَ العداوة بين المُقْتَتِلين" (٢).
وهذا ليس بشيء، وهو بعيدٌ من معنى الآية وسياقها.
وأضعف منه قول عكرمة: "هي الألسنةُ؛ تُورِي نارَ العداوة بِعِظَم ما تتكلَّم به" (٣).
وأضعف منه ما ذكر عن مجاهد: "هي أفكار الرجال؛ تُورِي نارَ المكر والخديعة في الحرب" (٤).
وهذه الأقوال إن أُريد بها أنَّ اللفظَ دلَّ عليها وأنَّها هي المراد = فَغَلَطٌ، وإن أُريد أنَّها أُخِذت من طريق الإشارة والقياس؛ فأمرها قريبٌ (٥).

(١) في (ز) و (ن) و (ط): للسبب.
(٢) أخرجه: ابن جرير في "جامع البيان" (١٢/ ٦٦٨).
(٣) أخرجه: ابن جرير في "جامع البيان" (١٢/ ٦٦٨).
(٤) أخرجه: ابن جرير في "جامع البيان" (١٢/ ٦٦٨).
وعزاه السيوطي إلى: عبد بن حميد، والفريابي. "الدر المنثور" (٦/ ٦٥٣).
وأخرجه: عبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ٣٩٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (١٠/ رقم ١٩٤٤٤)، وابن جرير في "جامع البيان" (١٢/ ٦٦٨): من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
وزاد السيوطي نسبته إلى: سعيد بن منصور، وابن المنذر. "الدر المنثور" (٦/ ٦٥٢).
(٥) قال ابن جرير الطبري -رحمه الله- في "جامع البيان" (١٢/ ٦٦٩):
"وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله -تعالى ذكره- أقسَمَ =


الصفحة التالية
Icon