منهم" (١).
وعلى هذا فالمعنى (٢): أخفى نفسه في الصالحين، يُرِي النَّاسَ أنَّه منهم وهو مُنْطَوٍ على غير ما ينطوي عليه الصالحون (٣).
وقال طائفةٌ أخرى: الضمير يرجع إلى الله سبحانه وتعالى.
قال ابن عباس -في رواية عطاء-: "قد أفلَحَت نَفْسٌ زكَّاها اللهُ، فأصلَحَها" (٤).
وهذا قول: مجاهد، وعكرمة، والكلبي، وسعيد بن جبير، ومقاتل (٥)، قالوا: سَعِدَتْ نَفْسٌ وأفلَحَت نفسٌ أصلحها الله، وطهَّرها، ووفَّقَها للطاعة، حتَّى عملت (٦) بها، وخابَتْ وخَسِرَتْ نَفْسٌ أضلَّها اللهُ،

(١) انظر: "تاج العروس" (١٦/ ٧٤ - ٧٥)، و"الجامع" (٢٠/ ٧٧)، و"المحرر
الوجيز" لابن عطية (١٥/ ٤٧٣) ونسبه لثعلب، وكذا السمعاني في "تفسير القرآن" (٦/ ٢٣٣).
(٢) ساقط من (ز).
(٣) هذا كلام الواحدي كما عزاه إليه المؤلف في "إغاثة اللهفان" (١/ ١١٢)، ثم قال: "وهذا -وإن كان حقًّا في نفسه- لكن في كونه هو المراد بالآية نظر؛ وإنما يدخل في الآية بطريق العموم".
(٤) أخرج الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٦٠٣)، والبيهقي في "القضاء والقدر" رقم (٣٥٥)؛ من طريق: معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس؛ بلفظ: "قد أفلح من زكَّى اللهُ نفسَه، وقد خاب من دسَّ اللهُ نفسَه، فأضله الله".
وزاد السيوطي نسبته إلى: ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وحسين في "الاستقامة". "الدر المنثور" (٦/ ٦٠٢).
(٥) "تفسيره" (٣/ ٤٨٨).
(٦) من (ح) و (م)، وفي باقي النسخ: عمل.


الصفحة التالية
Icon