فكِدْتُ -ولم أُخْلَقْ مِن الطَّيْرِ- إنْ بَدَا | سَنَا بَارِقٍ نحْوَ الحِجَازِ أَطِيرُ |
وعندي أنَّ هذا الاعتراضَ يُفِيدُ غيرَ هذا، وهو قوَّةُ شَوقِهِ ونُزُوعِهِ إلى أرض الحجاز، فأَخْبَر أنَّه كاد يطير على أنَّه أَبْعَدُ شيءٍ من الطيران، فإنَّه لم يُخْلَق من الطير، ولا عَجَبَ طيرانُ من خُلِق من الطير، وإنَّما العَجَبُ طيرانُ من لم يُخْلَق من الطير، لشدَّةِ نُزُوعه وشوقه إلى جهة محبوبه، فتَأمَّلْه.
ومن مواقع الاعتراض: الاعتراضُ بالدعاء، كقول الشاعر (١):
قد كنتُ أَبْكِي وأنتِ رَاضِيَةٌ | حِذَارَ هذا الصُّدُودِ والغَضَبِ |
إنْ تَمَّ ذَا الهَجْرُ يا ظَلُومُ -ولا | تَمَّ- فَمَا لِي في العَيْشِ من أَرَبِ |
إنَ سُلَيْمَى -واللهُ يَكْلَؤُها- | ضَنَّتْ بشيءٍ ما كَانَ يَرْزَؤُها |
(١) هو العباس بن الأحنف "ديوانه" (٤٩)، ولفظ البيت الثاني فيه:
إن دَامَ ذا الهَخرُ يا ظلوم -ولا... دامَ- فما لي............
(٢) هو إبراهيم بن هَرْمَة القرشي "ديوانه" (٥٥).
(٣) هو عوف بن مُحَلِّم الخُزَاعي. انظر: "طبقات الشعراء" لابن المعتز (١٨٨)،
و"معجم الأدباء" (٤/ ٥١٧).
إن دَامَ ذا الهَخرُ يا ظلوم -ولا... دامَ- فما لي............
(٢) هو إبراهيم بن هَرْمَة القرشي "ديوانه" (٥٥).
(٣) هو عوف بن مُحَلِّم الخُزَاعي. انظر: "طبقات الشعراء" لابن المعتز (١٨٨)،
و"معجم الأدباء" (٤/ ٥١٧).