إنَ الثمانَينَ -وَبُلِّغْتَها- | قد أَحْوَجَتْ سَمْعِي إلى تَرْجُمَانْ |
ذَاكَ الذي -وأبيكَ- يَعْرِفُ مالكًا | والحقُّ يَدْفَعُ تُرَّهَاتِ البَاطِلِ |
فَمَنْ لِيَ بِالعَينِ التي كُنْتَ مرةً | إليَّ بها -نَفْسِي فِدَاؤُكَ- تَنْظُرُ |
فتأملْ حُسْنَ الاعتراض وجزالته في قول الرب تبارك وتعالى: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ﴾ [النحل: ١٠١]، فقوله: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ﴾ اعتراضٌ بين الشرط وجوابِه أفاد أمورًا:
١ - منها الجواب عن سؤالِ سائلٍ: ما حكمة هذا التبديل، وما فائدته؟
٢ - ومنها أنَّ الذي بُدِّلَ وأُتِي [ن/ ٦٥] بغيره مُنَزَّلٌ مُحْكَمٌ نزولُه قبل الإخبار بقولهم.
_________
(١) البيت لجرير "ديوانه" (٤٣٠).
(٢) في (ح) و (م): ومن اعتراض الاستعطاف قوله.
والبيتُ -بهذا اللفظ- نَسَبه المظفر العلوي في "نَضْرة الأغريض في نُصْرة القريض" (١٨١) إلى: اليزيدي.
لكن البيت في "ديوان أبي العتاهية" (٥٣٤) بلفظ:
فمن ليَ بالعينِ التي كنتَ مرةً | إلي بها في سالِفِ الدَّهْرِ تنظُرُ |